تقارير-و-تحقيقات

من الفيوم إلى الجيزة..كيف تحولت رحلة الأمل إلى جريمة قتل؟

في أحد الأحياء الهادئة بمحافظة الجيزة، كانت الساعات تمر ببطء والهدوء يسيطر على أرجاء المكان، إلا أن قلب الزوجة “م.ن”، تلك السيدة الثلاثينية المقيمة بمحافظة الفيوم، كان مضطربًا، مشحونًا بالخوف والقلق .. لم يكن قد مر الكثير منذ أن غادرت بيتها بالفيوم هربًا من زوجها “ك.ن”، الذي غاص في عالم المخدرات، تاركًا وراءه أسرته غارقة في القلق والخوف.

مشادة كلامية تنتهي بجريمة قتل:

بدأت الجريمة بمشادة كلامية صغيرة؛ شجار اعتيادي عادة ما يحدث في يوميات حياة الزوجين، إلا أن هذه المرة كانت الأمور مختلفة، فالزوج الذي لم يكن بكامل وعيه، بسبب انحداره إلى هاوية الإدمان، قرر أن يجعل حياته وحياة أسرته جحيماً لا يُطاق، حاولت هنا الزوجة أن تتحمل، وأن تغض النظر وتكمل مشوارها، لكنها لم تعد تقوى على ذلك؛ لذا حزمت أمتعتها ورحلت إلى بيت شقيقتها في محافظةالجيزة، لعلها تجد هناك ملاذًا من جحيم زوجها.

لم يستسغ الزوج الغاضب هذا القرار، وكأنها أغلقت الباب خلفها دون رجعة، تحت وطأة الضغوط والآلام النفسية، قرر الزوج أن يلحق بزوجته إلى الجيزة، حيث قرر أن يكون اللقاء الأخير هناك داخل منزل شقيقتها.

كانت الكارثة تتأهب للظهور في زاوية منزل شقيقتها المتواضع. في قلب الحي الشعبي، وفي تلك اللحظات الحالكة، كانت الزوجة تظن انها قد هربت من جحيم زوجها إلى بيت شقيقتها، طلبًا للأمان والهدوء، فقط لا غير، لكن القدر كان يحمل لها مصيرًا أليمًا.

رحلة الموت

لم تكن رحلة الهروب من الفيوم إلى الجيزة سوى رحلة قصيرة على خيط من الأمل الهش .. وبداية لمأساة جديدة، فقد قرر الزوج الغاضب، الذي فقد قدرته على السيطرة بسبب إدمانه، أن يلحق بزوجته إلى الجيزة، تاركًا وراءه الحزن والألم، ظنًا منه أن فرار زوجته إلى بيت شقيقتها كان سببًا كافيًا لإثارة غضبه، الذي ظهر فور وصوله لمنزل شقيقتها، حيث تحول الشجار العائلي بسيط إلى مشهد دموي مرعب.

من البحث عن الأمان لمواجهة الموت:

دخل الزوج المنزل وكأنما اقتحم عالمًا غريبًا، كانت الزوجة هنا في تلك اللحظات تتمنى أن يمر الشجار دون مزيد من المشاكل، ولكنها لم تكن تعلم أن كابوسًا جديدًا على وشك أن يبدأ .. ارتفعت أصوات الشجار بين الزوجين، ثم تحولت إلى صرخات مروعة، لم تكن هذه المشادة سوى البداية؛ فالزوج الغاضب، الذي فقد قدرته على التحكم في أعصابه، أمسك بسكين حادّ وراح ينفذ جريمته بكل قسوة وحشية..

وبينما كانت السكاكين تدق على صدر الضحية، كانت الحياة تغادر جسد الزوجة ببطء، لكن لا رحمة في هذا المشهد، فالطعنات كانت عنيفة، والدماء كانت تسيل من كل جانب، لترسم لوحة من المأساة لا يُمكن وصفها.

وصلت الجهات الأمنية إلى مكان الجريمة لتكتشف المشهد المروع، حيث وجدو جثة الزوجة “م.ن” ملقاة على الأرض، والدماء تروي قصتها المؤلمة.
تم تحرير المحضر اللازم، وأخذت الجثة إلى المشرحة، و تولت النيابة العامة التحقيق في تفاصيل الجريمة المروعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights