بوتين يلوح بـ”جهاز يوم القيامة”.. هل العالم مقبل على حرب نووية؟
 
						وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، على تحديث سياسة الردع النووي، مؤكدًا أنها دفاعية تهدف لحماية سيادة روسيا وسلامة أراضيها وردع أي عدوان محتمل، والوثيقة تعتبر هجوم أي دولة من تحالف عسكري ضد روسيا أو حلفائها عدوانًا من التحالف ككل، مع إمكانية استخدام السلاح النووي عند الضرورة.
في ضوء هذه المعطيات؛ يسعى موقع “اليوم” إلى رصد ماذا يعني تغير العقيدة النووية الروسية؟ وكيف نفسر مصطلح الهجوم التقليدي بمساعدة قوة نووية، هل هو إعلان صريح باستخدام السلاح النووي في الحرب الأوكرانية أو ضد الغرب؟ وإلى أي مدى يمكن أن تؤدي العقيدة الروسية االنووية الجديدة إلى عودة التسابق على التسليح النووي؟ وهل تدفع هذه العقيدة الغرب إلى التراجع عن موقفه ضد روسيا؟
العقيدة النووية
قال الباحث في العلاقات الدولية، أحمد سلطان، إن التعديلات الأخيرة في العقيدة النووية الروسية تمثل تغييرًا جوهريًا في استراتيجية الردع النووي لموسكو، مع تصعيد التهديدات المباشرة للغرب الداعم لأوكرانيا.
وأضاف في تصريحات لموقع “اليوم” أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يهدف من خلال هذه الخطوة إلى إيصال رسالة استراتيجية مهمة مفادها أن “الدمار المؤكد المتبادل” قد يصبح واقعًا إذا استمر الغرب في تجاوز الخطوط الحمراء الروسية، خصوصًا عبر استهداف العمق الروسي بالصواريخ الباليستية أو دعم الهجمات التقليدية الكبيرة.
وأوضح سلطان أن التعديلات الجديدة توسّع الحالات التي يمكن فيها لروسيا استخدام السلاح النووي، لكنها لا تعني بالضرورة أن موسكو ستلجأ إلى هذا الخيار في الوقت القريب.
وقال: “في تقديري، الرئيس بوتين يلوّح باستخدام السلاح النووي كأداة ردع، لكنه غير راغب في توسيع الصراع، خاصة في ظل استنزاف قدرات روسيا جراء الحرب المستمرة منذ قرابة ثلاث سنوات”.
جهاز يوم القيامة
وأكد الباحث أن “استخدام السلاح النووي، خاصة الأسلحة النووية التكتيكية، يبقى احتمالًا قائمًا إذا تطورت الحرب بشكل أكبر”.
ومع ذلك، أشار إلى أن روسيا قد تلجأ بدلًا من ذلك إلى تكثيف الهجمات التقليدية، مثل استهداف محطات الطاقة والبنية التحتية الأوكرانية، مما سيزيد من معاناة أوكرانيا، لا سيما مع دخول فصل الشتاء.
وفيما يتعلق بالتأثير العالمي، أشار سلطان إلى أن التوتر النووي الحالي لا يعني بالضرورة إطلاق سباق تسلح نووي جديد، مؤكدًا أن القوى النووية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا تمتلك ترسانات كافية لإنهاء العالم إذا تم تفعيلها.
وقال: “السلاح النووي هو سلاح ردع استراتيجي، يُطلق عليه في الأدبيات ‘جهاز يوم القيامة’، لأنه إذا استخدمه أحد الأطراف فإن النتيجة ستكون كارثية للجميع”.
مصالح الحرب
وختم الباحث بالإشارة إلى أن استمرار الحرب الأوكرانية يخدم مصالح أطراف دولية كبرى، مثل المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة، مما يجعل وقف الحرب نهائيًا أمرًا صعبًا في المدى القريب.
ومع ذلك، توقع سلطان أن يبادر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إذا تولى المنصب، بطرح مبادرة جريئة لحل الصراع، لكن نجاحها سيظل مرهونًا بالمصالح المعقدة للأطراف المتورطة في الأزمة.
التحديث الأخير
والتحديث الأخير للعقيدة النووية الروسية يعكس تغيرًا ملحوظًا في استراتيجية الردع النووي لروسيا، وهو خطوة تأتي في سياق تصعيد التوترات بين موسكو والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا والمساعدات العسكرية الغربية لكييف.
وأبرز ملامح هذا التحديث:
- 
شروط جديدة للردع النووي:
- استهداف موسكو بصواريخ باليستية أو شن هجمات بأسلحة تقليدية بدعم من قوة نووية أصبح يعتبر مبررًا كافيًا لاستخدام السلاح النووي.
- أي هجوم تقليدي كبير على روسيا بمشاركة مباشرة أو غير مباشرة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد يُعتبر بمثابة تهديد وجودي، مما يفتح الباب أمام رد نووي.
- 
تحذير من “التورط المباشر” للغرب:
- اعتبرت موسكو أن تسليح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وتحديد الأهداف بدعم من الناتو، يشكل تدخلًا مباشرًا من الغرب في الحرب.
- وصف بوتين هذه الخطوات بأنها تؤدي إلى تصعيد خطير، يجعل دول الناتو والولايات المتحدة طرفًا فعليًا في النزاع.
- 
الرد على القرار الأمريكي الأخير:
- القرار الأمريكي بالسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية لاستهداف عمق روسيا كان محفزًا رئيسيًا لتعديل العقيدة.
- تعتبر موسكو هذا القرار “متهورًا”، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى رد روسي نووي إذا تعرضت البنية التحتية الروسية أو المدن الكبرى للتهديد.
- 
رسائل موجهة للغرب:
- تسعى روسيا من خلال هذه التعديلات إلى ردع مزيد من المساعدات الغربية العسكرية لأوكرانيا، لا سيما الأسلحة التي يمكن أن تصل إلى العمق الروسي.
- التحذيرات الروسية تأتي أيضًا في سياق الرد على تقارير تشير إلى دعم كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا، مما يزيد من تعقيد الموقف الدولي.
 
				 
					 
					 
					

