
أظهر استطلاع رأي بثته القناة 13 العبرية مساء الثلاثاء أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل لم تحقق النصر على حزب الله اللبناني، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
ووفقًا للاستطلاع، اعتقد 60.8% من المستطلعين أن إسرائيل لم تهزم حزب الله، بينما أكد 25.8% فقط أن إسرائيل انتصرت، في حين قال 13.4% إنهم غير متأكدين من النتيجة.
وتابع الاستطلاع، أن 44% من المشاركين أيدوا إنهاء الحرب في لبنان، بينما عارض 37% التسوية مع حزب الله. كما أظهرت النتائج أن 65.7% من المستطلعين يرون أنه يجب إنهاء الحرب في قطاع غزة والسعي للتوصل إلى صفقة تعيد المحتجزين.
ورغم عدم التكافؤ في القدرات العسكرية لجيش إسرائيل المدعوم أمريكيا وأوروبيا، وبين حماس وحزب الله بقدراتهما المحدودة، نسعى في هذا التقرير للإجابة على تساؤل: هل حققت تل أبيب أهدافها العسكرية في لبنان؟ وما موقف غزة بعد هذا الاتفاق؟.
لا نصر ولا هزيمة
في تحليل للوضع العسكري والسياسي، قال أحمد سلطان، الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل جاء بعد مفاوضات معقدة، وبالنظر إلى المعلومات المتوافرة حول بنود الاتفاق، يبدو أن تل أبيب قد حققت أهدافها العسكرية.
وأوضح “سلطان” في تصريحات خاصة لموقع “اليوم”، أن قوة الرضوان، الذراع العسكرية لحزب الله، تم إبعادها عن الحدود، وأن الحزب تلقى ضربات موجعة، كان أقواها الإطاحة بعدد من قادة الحزب في الصفين الأول والثاني، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله.
وأضاف أن حزب الله قد خسر هذه الجولة من القتال رغم بذله قصارى جهده، مشيرًا إلى أن الضربات التي تلقاها كانت مؤثرة على مستوى العمليات، مما أدى إلى مشكلات في التنسيق داخل وحدات الحزب.
وتابع، أنه رغم استبسال الوحدات الميداني، إلا أنها لم تتمكن من وقف زخم الهجوم الإسرائيلي، الذي يستخدم أحدث المعدات العسكرية على مستوى البر والجو.
الفاتورة الباهظة
وفيما يتعلق بوحدة الساحات، أشار الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، إلى أن الحزب خرج منها في هذه المرحلة، موضحًا أن وحدة الساحات لم تكن فعالة بالقدر الذي يأمله أعضاؤها.
وأكد أن الحزب دفع ثاني أكبر فاتورة في هذه الجولة بعد حركة حماس، بينما كانت مشاركة بقية أعضاء وحدة الساحات محدودة، بسبب اعتبارات جغرافية وقدرات كل طرف.
وقال إن المحور لم يكن جاهزًا لهذه الجولة من القتال، بل تم فرضها عليه من خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مضيفا أن فكرة تخفيف الضغط عن إحدى الجبهات بفتح جبهة أخرى لا تعد منطقية، فوفقًا لحجم القوات الإسرائيلية المنتشرة على الجبهات، من الصعب أن تخفف جبهة لبنان الضغط على جبهة غزة، أو العكس.
وأوضح أحمد سلطان، أن المشاركة الرمزية لبعض الأطراف، بما في ذلك إيران، لم تؤثر بشكل كبير على سير العمليات ضد لبنان أو غزة. وبالتالي، كان من الواضح أن الساحات لم تكن موحدة كما كان يُتصور. وأضاف أن المحور لم يكن مستعدًا لخوض معركة كهذه، وأن دخوله فيها لم يكن ليحقق النصر.
واختتم تحليله بالتأكيد على أن إيران تسعى لإبرام اتفاق مع الأوروبيين قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فيما بقيت غزة في موقف صعب، حيث إن الخطط التي يتم وضعها لا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.
انقسام داخلي
في المقابل، أثار اتفاق وقف إطلاق النار انتقادات شديدة من اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية. حيث وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الاتفاق بأنه “خطأ تاريخي”، معتبرًا أن الاتفاق لم يحقق الهدف الأساسي للحرب المتمثل في إعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى ديارهم بأمان.
من جانب آخر، اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق وعضو الكنيست عن حزب “معسكر الدولة”، غادي آيزنكوت، الحديث عن تفكيك الجيش اللبناني وقدرات حزب الله مجرد “مزحة”. وأضاف أن غياب اتفاق مشابه مع حركة حماس التي لا تزال تحتجز مختطفين إسرائيليين يشكل إشكالية إضافية.
وفي تعليق آخر، قال زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد إنه “أي اتفاق مع حزب الله لن يمحو حالة الفوضى الحالية”، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ملحة للتعامل بجدية مع قضية المختطفين في غزة. وأكد لابيد أن الحكومة الإسرائيلية لم تقدم أي مبادرة سياسية جدية، بل انساقت نحو الاتفاق مع حزب الله.
تعليق واحد