في رحاب السنة : قراءة متصلة لصحيح البخاري بمسجد الإمام الحسين

في خطوة جديدة لإحياء تراث السنة النبوية الشريفة وتعزيز الوعي الديني المعتدل، شهد مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة اليوم انعقاد مجلس الحديث العشرين لقراءة “صحيح الإمام البخاري” بالإسناد.

ويأتي ذلك برعاية كريمة من معالي الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وتحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

مجالس الحديث: إرث علمي متصل

في أجواء روحانية مميزة، احتشدت أعداد كبيرة من طلبة العلم والباحثين في علوم الحديث لحضور المجلس، الذي يأتي ضمن سلسلة مجالس علمية تهدف إلى إعادة إحياء تقليد المجالس الحديثية التي كانت ولا تزال ركناً أساسياً في نقل العلم الشرعي بالأسانيد المتصلة.

وضم المجلس نخبة من علماء الحديث بجامعة الأزهر، الذين قدموا شرحًا وافيًا عن منهج الإمام البخاري في جمع الأحاديث النبوية، موضحين دقته العلمية في التحقق من صحة النصوص الشرعية.

وقد تصدر الحضور فضيلة الأستاذ الدكتور صبحي عبد الفتاح ربيع، أستاذ الحديث وعلومه، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح الدسوقي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد، وفضيلة الدكتور عبد الرحمن رمضان عبد المجيد، مدرس الحديث وعلومه.

السنة النبوية في قلب الأزهر

تأتي هذه المجالس كمحاولة جادة لإحياء الدور العلمي للأزهر الشريف، الذي حمل على عاتقه منذ قرون مهمة الحفاظ على السنة النبوية وتعليمها وفق منهج علمي يتسم بالوسطية والاعتدال.

وخلال فعاليات المجلس، أكد العلماء المشاركون أهمية قراءة كتب السنة بوعي عميق وفهم دقيق، بعيداً عن التفسيرات المغلوطة التي قد تُسيء للإسلام.

وقد لفت الدكتور صبحي عبد الفتاح في حديثه إلى أن هذه المجالس ليست مجرد جلسات علمية، بل هي وسيلة لتجديد الصلة بتراثنا الإسلامي العظيم، وتحقيق التفاعل الإيجابي مع نصوص السنة النبوية، بما يخدم قضايا الأمة ويعزز مناخ التسامح والاعتدال.

التفاعل الجماهيري وتأثير المجلس

تميزت فعاليات المجلس بحضور كبير من مختلف الفئات العمرية، حيث اجتمع المئات من طلاب العلم والمتخصصين وأفراد المجتمع المهتمين بعلوم الحديث

. وقد أعرب العديد منهم عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعالية الفريدة، مشيرين إلى أهمية استمرار هذه المجالس في تعزيز الوعي الديني الصحيح.

وأشاد معظم الحاضرين أن “هذه المجالس تمنحنا فرصة نادرة لفهم تراثنا الإسلامي من خلال شروح العلماء المتخصصين. نحن بحاجة إلى هذه اللقاءات التي توثق صلتنا بالسنة النبوية بشكل علمي ومباشر.”

رسالة الأزهر ووزارة الأوقاف

يأتي انعقاد هذا المجلس ضمن استراتيجية وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لنشر الفهم الصحيح للإسلام، ومواجهة الفكر المتطرف من خلال العودة إلى الأصول العلمية الموثوقة.

كما يعكس حرص الأزهر الشريف على تقديم صورة حضارية للإسلام، قائمة على العلم والتسامح والاعتدال.

في الختام، فإن هذه المجالس تمثل منارة علمية وروحية تعيد إحياء تقاليد الأمة الإسلامية في التلقي العلمي، وتؤكد أن السنة النبوية ستبقى منبع الهداية والمصدر الأساسي لفهم الدين، متى ما وُضِعت بين أيدي العلماء المؤتمنين عليها.