عين السرو المسحورة.. أغرب مكان سياحي ومصدر الحياة بالصحراء الغربية

عين السرو المسحور تعد أية من آيات الله فى قلب صحراء مصر الغربية، لإغاثة كل كائن حى يصل إليها فترويه وبعد رحيله عنها تجف مرة أخرى وتعود كما كانت.
وغم أنه من الطبيعي لأي مصدر مائي أن يضخ الماء ليل ونهار حتى يجف ويتوقف عن خروج الماء، لكن العجيب في عين السرو هذه أنها جافة بلا ماء وعندما يقترب منها كائن حي سواء إنسان أو حيوان فترتفع المياه في العين تدريجيًا حتى تمتلئ، وعندما يقضي الكائن الحي مدته حول هذه العين تبدأ بالجفاف مرة أخرى حتى تعود كما كانت،
تقع عين السرو شمال واحة الفرافرة بالصحراء البيضاء، وهي عين مياه طبيعيه عذبة المذاق، يبلغ عمرها آلاف السنين وتعد مقصدًا سياحيًا مهم لأنها تتمتع بخاصية غريبة وغير مفهومة.
وتقع عين السرو على بُعد حوالى 45 كيلو متراً تقريباً من الواحات البحرية، مما يجعل الوصول إليها متاحاً كجزء من جولة سفاري صحراوية.
حيث يبدأ الزوّار رحلتهم عادةً من القاهرة متجهين إلى الواحات البحرية قبل مواصلة رحلتهم إلى عين السرو التى اشتهرت أيضا باسم “الينبوع المختفي”، والتى فسرها العلماء بسبب أن الأرض في هذه المنطقة تتكون قشرتها من نوع خاص رخوه وحساسة مثل الإسفنج تكون مخزنة للمياه في باطن الأرض وعند ضغط الكائن الحي عليها تفور بالماء الى الينبوع الذى يتغذى من طبقات المياه الجوفية التي تقع تحت سطح الصحراء، وتجمع هذه الطبقات الجوفية المياه الجوفية وتخزنها، والتي تتسرب إلى السطح من خلال الشقوق في التكوينات الصخرية.
وعلى الرغم من قدمها العتيق إلا أنها شهدت عددا من الحضارات المتعاقبة عليه، حيث بنى جداولها الرومان على مسار المنحدر الجيلي إلى سفح الوادى المنخفض، وجددها أهل الفرافرة بعد انسداد بعض الجداول.
الاندهاش من سحر هذه البقعة وآلية امتلائها بالمياه حال وجود الكائنات حولها، يعد أمرًا طبيعيًا لمن يسمع عنها للمرة الأةلى، وهو ما أوضحه أهل المنطقة بأن طبقة المياه الجوفية بها تتأثر بوزن وحركة الكائنات حولها، فتنضح بالمياه تدريجيا.
وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة للنبع لا تزال لغزاً بالنسبة للكثيرين، إلا أنه من الواضح أن جيولوجيا عين السرو تلعب دوراً هاماً في سلوكه غير العادي ويبقى السحر الكامن وراء عين السرو هو خاصيتها الغريبة التي تبدو وكأنها تستجيب لوجود الإنسان عند الاقتراب منها، يرتفع منسوب المياه فيسمح للناس بملء زجاجاتهم أو الاستحمام في مياهها المنعشة، ومع ذلك، بمجرد أن يبتعد الزوار، يبدو أن النبع يجف على الرغم من أن هذه الظاهرة كانت موضوعاً للفولكلور المحلي والشعبي فى المنطقة.
أفضل وقت لزيارة المنطقة
ويعتبر أفضل وقت لزيارة عين السرو هو خلال الأشهر الأكثر برودة، من أكتوبر إلى أبريل، عندما تكون درجات الحرارة في الصحراء أكثر احتمالاً. خلال هذه الأشهر، تتراوح درجات الحرارة خلال النهار ما بين 15 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية (59 درجة فهرنهايت إلى 77 درجة فهرنهايت)، مما يجعلها مثالية لاستكشاف الصحراء.
ويمكن لزوار عين السرو القيام بالعديد من الأنشطة مثل التصوير الفوتوغرافي لرصد السلوك الفريد للنبع، إلى جانب الخلفية الصحراوية المذهلة، التي تجعل من عين السرو موقعاً ممتازاً للتصوير الفوتوغرافي والتقط اللحظات التي “يختفي” فيها النبع.
كذلك يمكنهم الاستمتاع بألوان الصحراء النابضة بالحياة عند شروق الشمس أو غروبها وكذلك التأمل والاسترخاء، حيث توفر عين السرو مكاناً هادئاً للاسترخاء ويحب العديد من الزوار الجلوس بجانب النبع والاستمتاع بصوت المياه المتدفقة والاستمتاع بجمال الواحة الهادئ و استكشاف الصحراء المحيطة.
فغالباً ما يتم تضمين عين السرو في الجولات الصحراوية التي تستكشف أجزاء أخرى من الواحات البحرية والصحراء الغربية وبعد زيارة النبع، يواصل العديد من المسافرين رحلتهم إلى مواقع مميزة مثل الصخر.