تمثل ذكرى الإسراء والمعراج إحدى أعظم المعجزات التي أيد الله بها سيدنا محمد ﷺ فقد جاءت هذه الرحلة السماوية لتكشف عن مكانة النبي الكريم عند ربه، إذ أراه سبحانه وتعالى من آياته الكبرى ودعاه إلى حضرته وقربه.
كانت الرحلة تسلية للنبي ﷺ بعد عام عصيب فقد فيه أحب الناس إليه، زوجته السيدة خديجة، وعمّه أبي طالب، ومعهما الدعم النفسي والمعنوي الذي كان يتلقاه منهما.
لم تكن الإسراء والمعراج مجرد حدث عابر، بل إعدادًا إيمانيًا ونفسيًا للنبي ﷺ قبيل مرحلة جديدة ومفصلية في دعوته، وهي الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة.
فرض الصلاة: التاج والجائزة
توجت رحلة الإسراء والمعراج بفرض الصلاة، أعظم شعيرة في الإسلام، كصلة يومية مباشرة بين العبد وربه. وقد جعل الله من الصلاة سبيلًا للنجاة والفلاح، وجعلها عماد الدين الذي لا يستقيم إيمان المسلم بدونه.
أهمية إحياء الذكرى واستلهام العبر
إحياء ذكرى الإسراء والمعراج ليس مجرد عادة دينية، بل هو واجب تربوي وإيماني لتذكير الأجيال بأحد أبرز أحداث السيرة النبوية. يقول الله تعالى: {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5].
الاحتفاء بهذا الحدث العظيم يعزز ارتباط المسلمين بسيرة نبيهم ﷺ، ويعيد التوازن بين الجوانب الروحية والمادية في حياة الإنسان، خاصة في عصر طغت فيه مغريات الدنيا وضعفت فيه القيم الأخلاقية.
الاحتفال ليس بدعة بل استحباب ديني
إن وصف الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج بالبدعة ليس له أساس، لأن مدارسة سيرة النبي ﷺ والصلاة والسلام عليه من الأعمال المستحبة في كل الأوقات.
أما تخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب، فيستند إلى أقوال عدد من العلماء الذين أكدوا وقوع الحادثة في هذا الشهر، مما يجعل الإنكار على الاحتفال بها غير مبرر.
دور المؤسسات الدينية في تعزيز القيم النبوية
تلعب المؤسسات الدينية في مصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف، دورًا رائدًا في الاحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج سنويًا. من خلال المحاضرات والدروس التوعوية، تسعى هذه المؤسسات إلى إبراز الدروس المستفادة من السيرة النبوية، وتعزيز القيم التي جسدها النبي ﷺ.
ختامٌ برسالة تأمل وتذكير
ختامًا، تظل ذكرى الإسراء والمعراج مناسبة عظيمة للتأمل في عظمة الخالق وكرامة النبي ﷺ. هي دعوة للمسلمين للعودة إلى جوهر الدين، والتقرب إلى الله بالعبادة والطاعة، مستلهمين من هذه المعجزة دروس الصبر والثبات والإخلاص.
