أخبارتقارير-و-تحقيقات

عالم أزهري لـ«اليوم»: آراء المستشار أحمد ماهر الدينية سفسطة فارغة يضحك بها على عقول العوام والمثقفين

كتب- محمود عرفات

آثار المستشار أحمد عبده ماهر جدلا واسعا لمواقع التواصل الاجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب قوله إن القرآن ليس كلام الله، مشيرا إلى أن هناك كلام سرده القرآن قال به سيدنا موسى وكلامه خاص بأمه وأخته عليه السلام، وكذا كلام لإبليس وفرعون وامرأة العزيز والنملة والهدد وهكذا.

وأضاف خلال منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلا: لا تكن بوقا أو جاهلا فتردد أقوال ومصطلحات الفقهاء فتزعم أن القرآن كلام الله، ولا تكن بوقا فتكرر قولهم دون أن تمعن عقلك وتفكر.

وأشار: “ليس كل الصحابة عدول، وليس القرآن صالحا لكل زمان ومكان، وليس الأحاديث شارحة ومبينة لكل ما ورد في كتاب الله، فكل هذه مصطلحات وبدع أطلقها الفقهاء أخضعوا بهذه المصطلحات الناس التي لا تفكر ولم تتدبر دينها ولا كتاب ربها، ولا يعلمون الفرق بين القرآن والذكر المنشور، ولا بين المطهرين والمتطهرين”.. وذلك على حد قوله.

من جانبه قال محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف إن ما ذكره الأستاذ أحمد ماهر في المنشور المرفق؛ سفسطة فارغة، دأب عليها، يضحك بها على عقول العوام والمثقفين، من غير المتخصصين، مؤكدًا أن ما حكاه القرآن على ألسنة الأنبياء والبشر والحيوان؛ هو قرآن من حيث الموضوع، ويستفاد منه ما يستفاد من موضوعات القرآن الأخرى، تشريعا، أو اعتبارا، أو موعظة.

توضيح لمعنى القرآن كلام الله

وأوضح في تصريح خاص لجريدة ” اليوم” أن القرآن كتاب جامع لخيري الدنيا والآخرة، من جميع الوجوه والمعاني، أمرا، ونهيا، وخبرا، وغير ذلك وقولنا: (القرآن كلام الله) يعني: باعتبار أنه قائله بلفظه ومعناه، وإن اختلفت مضامين هذا القول، وأشار قائلا: إنني لو حكيت قصة أو كلاما لغيري بعبارتي؛ وجب أن تنسب العبارة إليَّ باعتبار أنني المتكلم بها، وإن نسبت إلى غيري باعتبار وقوعها له أو منه.

العدالة لا تعني العصمة

وعن وصف الصحابة أنهم غير عدول قال: وأما أن الصحابة كلهم ليسوا عدولا؛ فهو كلام من لم يعرف معنى العدالة التي وُصف بها الصحابة فهو يظن أن العدالة تعني العصمة من المعاصي، وهو ظن خاطئ، وإنما عدالة الصحابة لها معنى خاص، وهو عصمتهم من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد صحابي واحد تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان عنده شيء من هذا فليأتنا به.

صالح لكل زمان ومكان

وأوضح أنه قوله أن ما ورد في كتاب الله؛ ليس صالحا لكل زمان ومكان؛ هو قول باطل يتعامل مع القرآن بأحكام الزمان والمكان اللذين يعيش فيهما، وبمنطق عقله القاصر المعاصر، فأحكام القرآن صالحة لكل زمان ومكان، وكون أهل الزمان والمكان غير مستوعبين لهذه الأحكام؛ لا يمنع صلاحيتها لكل زمان ومكان، وهو يشبه تضرر بعض الناس من بعض القوانين الوضعية؛ لكونها على غير أهوائهم، فهذا لا يعني كونها غير صالحة للتطبيق؛ لما فيها من المصلحة العامة!

شارحة ومبينة للقرآن

وفي إطار رده عليه في مسألة أن الأحاديث منفصلة عن القرآن قال: وأما أن الأحاديث ليست شارحة ومبينة للقرآن؛ فهو كلام صحيح، فبعضها شارح، وبعضها مؤكد، وبعضها مستقل بأحكام لم يأت بها القرآن، وهذا أمر يعرفه طلاب الفرقة الأولى في الكليات الشرعية في الجامعة الأزهرية.

مصطلحات إبداعية

وألفت أستاذ الحديث وعلومه أن قوله بأن هذا الأحاديث مصطلحات وبدع أطلقها الفقهاء؛ فهو كلام صحيح بالمعنى المحمود، فالعلوم كلها عبارة عن مصطلحات إبداعية، تنكشف بها حقائق العلم، ولولاها ما فهمنا لغة الوحي، ولا استظهرنا معانيه وأحكامه، حتى يأتي الأستاذ أحمد ماهر ليكتشف أن الأمة كلها كانت جاهلة ومغفلة، في انسياقها وراء هذه العلوم الابتكارية التي اعترف الغرب بأنها إبداع خالص للحضارة الإسلامية، كما صرحوا بذلك في علمي الحديث والفقه وأصوله، والتي قام على أساسهما نتاج الفكر القانوني للحضارة الغربية.

وظيفة العلماء

وتابع أن قوله بإن الفقهاء أخضعوا بهذه المصطلحات الناس التي لا تفكر ولم تتدبر دينها ولا كتاب ربها، ولا يعلمون الفرق بين القرآن والذكر، ولا بين الكتاب المكنون والذكر المنشور، ولا بين المطهرين والمتطهرين، ولا بين الأحدية والوحدانية؛ فالفقهاء لم يضعوا هذه العلوم لإخضاع العوام، بل وضعوها لإيضاح معاني الكتاب والسنة للعوام، وتقريبهما، وضبطهما، ليتسنى لهم العمل بها، وهذه وظيفة العلماء، كما قال تعالى: “وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس”، ولولا هذه العلوم ما فهم الناس دينهم كما ينبغي، ولاستعجمت عليهم معاني القرآن والسنة.

رأي غير ملزم

وتابع أنه لم يقل أحد من الفقهاء إنه وضع كتابه لإخضاع الناس، بل صرحوا جميعا بأن اجتهاداتهم قد تصيب وقد تخطئ، ولم يلزموا أحدا بآرائهم، ورفض الإمام مالك اقتراح الخليفة عليه بأن يعمم كتاب الموطأ في الأمصار؛ ليرجع الناس إليه عند التنازع، محتجا عليه بأن في كل بلد فقهاءها وعلماءها، فلا ينبغي تحجير ما وسعه الله.

دعوة إلى إتقان علم النحو

واختتم حديثه قائلا إنه لابد أن ننبه الأستاذ أحمد ماهر أنه يجب أن يتعلم النحو جيدا؛ فإن الذي يزعم نفسه أهلا للاجتهاد، ويستدرك على كبار الأئمة؛ عليه أن يكون مساويا لهم، أو مقاربا لهم على الأقل، ومن جملة ذلك إتقان النحو، فقوله: “فليس كل الصحابة عدول”؛ خطأ، صوابه: “فليس كل الصحابة عدولا. وعلينا أيضا أن ننبههه إلى أنه ليس لديه من المؤهلات العلمية؛ ما يجعله يخوض في علوم الشريعة الإسلامية؛ لأنه – كما وصف نفسه – محامٍ بالنقض.

وأردف: وأما قوله: إنه باحث مسلم؛ فلا يعرف أحد من الأكاديميين عنه أنه باحث، ولا يعرفه الباحثون في مجال الشرعيات، فكيف استباح لنفسه هذا اللقب؟! وما الجهة العلمية التي أجازت بحوثه، وهو رجل قانون، ويعلم أن انتحال صفة الغير؛ أمر غير قانوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights