تتميز محافظة سوهاج بالعديد من المساجد التي لها مكانة كبيرة في قلوب المواطنين ومن أشهر تلك المساجد، المسجد العتيق ويعرف بأسم الفرشوطي، ومسجد علي بك الكبير، ومسجد القطب فكل منهم له تاريخ مهم نستعرضه في السطور التالية:-
مسجد الفرشوطي من أقدم المساجد الأثرية بمحافظة سوهاج، ويقع هذا المسجد بالقيسارية ملتقى التجار، والذي يأتي إليها الأهالي من كل حدب وصوب لشراء مستلزماتهم الحياتية، ويرجع تاريخه لعام 529 هجرية حيث تم بناؤه وعمارته في عهد ولي أمير المؤمنين بن الإمام الحافظ لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه.
في البداية يوضح الشيخ بدر حنفي إمام وخطيب مسجد الفرشوطي بسوهاج بأن المسجد سمي بالمسجد العتيق والعمري، مشيراً بأن أسم الفرشوطي يعود تسميته نسبة إلى الشيخ الجليل عبد المنعم بن إبراهيم الفرشوطى، ولد بمركز فرشوط التابعة لمحافظة قنا سنة 1203هجرية، وقدم منها واستقر به المقام فى هذا المسجد عام 1223 هجرية وتوفى عام 1275 هجرية.
وأستكمل الشيخ بدر خلال حديثه لموقع “اليوم” بأنه تولي الرسالة من بعده أبناؤه العلماء الشيخ بكرى الفرشوطى والشيخ إبراهيم الفرشوطى والشيخ محمد إبراهيم الفرشوطى والشيخ أبو المجد محمد الفرشوطى، والشيخ سعد محمد الفرشوطي.
ويتكون المسجد من الخارج من مئذنة يبلغ ارتفاعها 53 متراً تقريباً وهي قديمًا منذ تأسيس المسجد ولم يتم هدمها، وصحن المسجد بمساحة 700 متر وما يقارب إلى ألف متر من باقي مساحة المسجد.
وأشار الشيخ بدر بأن المسجد يضم من الداخل 10 أعمدة بالإضافة إلى قبة مركزية مضيئة ويقع محراب الصلاة بجوار المنبر الخشبي، مع وجود مكتبة علمية ومكتب لتحفيظ القرآن الكريم يتردد عليه الكثير من أبناء المنطقة.
وتوجد داخل المسجد لوحتين وبرواز بداخله ترجمة للحجر الأثري للمسجد والذي يدون خلالها بأنه مسجد قديم ويعود للعصر الفاطمي، واللوحتين بينهم لوحة مكتوب على أحدهما رسم بأمر مولانا المقام الشريف السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغورى حفظ الله ملكة وثبت قواعد دولته، يمنع من يتعرض للجزارين والصنايعه والقراويين والإسكافية بناحية سوهاج في وقف الشهيد الأشرف : قايتباي سقى الله عهده المشمول بنظر المقر الأتابك قيت أتابك العساكر المنصورة.
“أعز الله أنصاره وأن المغرم عليهم مقطوعة لوالد لولد، إكراما للنبى صلى الله عليه وسلم وإستجلابا لدعاء المجاورين بالجامع النبوى في الصحائف الشريفة شرفها الله تعالى بتاريخ 911 ، حققه وكتبه بخطه الفقير إلى ربه الشيخ سعد محمد الفرشوطى من علماء الأزهر الشريف 1410 هجرية 1990 ميلادية.
وأنضم المسجد إلى وزارة الأوقاف سنة 1382 هجرية، وإمدادته الوزارة بعلمائها وخطبائها وبأئمتها من الأزهر الشريف، وتم ترميم المسجد أكثر من مرة ولكن جاءت كل المحاولات بالفشل وتم هدم المسجد 1984 ميلادية مع الوقوف على النصوص التأسيسية والمراسيم السلطانية المكتوبة على لوحتين مثبتتين على جدران المسجد كشاهد على أصالة وعراقة المسجد قديمًا. ووضع حجر الأساس عام 1987 ميلادية، وافتتح في عام 1990م.
مسجد علي بك الكبير بسوهاج:
ويقول الشيخ عبد الرحمن عطا إمام وخطيب مسجد على بك الكبير، بأن المسجد يقع على مساحة 400 متر ويوجد به 10 أعمدة وتم تجديده في شهر يونيو لعام 2023 تحت رعاية مديرية أوقاف سوهاج، مشيراً بأنه في بادئ الأمر مبني بالطوب والعجين.
وأضاف الشيخ عبد الرحمن بأنه يوجد به مكتبة دينية ومصاحف خاصة بالتجويد، وتقام به جميع الأنشطة الدينية من الدروس الدينية اليومية والاحتفال بالمناسبات الدينية رأس السنة الهجرية والمولد النبوي 27 رجب وليلة النصف من شعبان وليلة القدر.
مسجد القطب بسوهاج
ويتحدث الشيخ صفوت على أحمد إمام وخطيب مسجد القطب بسوهاج، أن المسجد له باع كبير منذ التسعينيات فهو جامع وجامعة، حيث تم بناؤه وتشيده على أحدث طراز بعد أن تم حرقه خلال الفتنة الداخلية، ولكن الله عز وجل وفق أهل الخير للقيام بتشييده وبناؤه على 5 طوابق.
وأشار الشيخ صفوت بأن المسجد له مكانة خاصة في قلوب المواطنين ويرجع تاريخه لأكثر من 200 عام، موضحاً يأتي إليه المواطنين من كل حدب وصوب من القري والنجوع لأداء الصلاة، موضحاً بأن مساحته تبلغ 800 متر، لافتاً بان المسجد تعانقه من الخلف كنيسة العذراء مريم وهذا يدل على السلام والأمان حيث نتبادل الزيارات في الأعياد.
واختتم الشيخ صفوت حديثه لموقع” اليوم ” بأن المسجد له مقرئة لتعليم الكبار والصغار وبه معهد إعداد القادة والخطباء بالدور الأول والثاني، والثالث والرابع معهد محفظى القرآن الكريم، ومصلى السيدات بالبدروم ،وتستخدمه المديرية ف إجراء الدعوي الإسلامية وجميع الاختبارات الخاصة بالأئمة والواعظات والمتسابقين من طلاب العلم في شتى مراحل التعليم.
