مركز الأوائل التعليمي بشطورة يكرّم حفظة القرآن الكريم في احتفالية مهيبة

في أجواء مفعمة بالإيمان والفرح، نظّم مركز الأوائل التعليمي بقرية شطورة، التابعة لمحافظة سوهاج، احتفالية كبرى لتكريم حفظة القرآن الكريم، تكريمًا لجهودهم المبذولة في حفظ وتلاوة كتاب الله، وذلك تحت إشراف المهندس عمر عبد الله، وبحضور نخبة من العلماء والمشايخ، إلى جانب أولياء الأمور الذين جاءوا ليشهدوا لحظة تتويج أبنائهم بهذا الإنجاز العظيم.
بداية روحانية.. تلاوة قرآنية تبعث السكينة
افتُتح الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، قدمها أحد الطلاب المتميزين في الحفظ والتجويد، حيث أضفت كلماته النورانية أجواءً من السكينة والخشوع، ما دفع الحضور إلى التأمل في معاني آيات الله المباركة.
تلا ذلك تقديم الحفل بكلمة افتتاحية من الدكتور أحمد فخر الدين، الذي أكد على أهمية الاحتفاء بحفظة كتاب الله، مشيرًا إلى أن هذا التكريم هو جزء من مسؤولية المجتمع تجاه أبنائه، لترسيخ القيم الإسلامية في نفوسهم وتعزيز مكانة القرآن الكريم في حياتهم.
كلمات المشايخ والأساتذة: دعم وتحفيز للمكرمين
تحدث المهندس عمر عبد الله، المشرف العام على مركز الأوائل التعليمي، عن أهمية دعم الطلاب في مسيرتهم لحفظ القرآن الكريم، مؤكدًا أن المركز يسعى إلى توفير بيئة تعليمية محفزة تعزز قدراتهم، وتساعدهم على تحقيق التفوق في حفظ كتاب الله وفهمه. كما وجّه شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة التعليمية، من معلمين ومشايخ وأولياء أمور، مشيدًا بجهودهم في رعاية وتنشئة هؤلاء الطلاب على أسس إسلامية سليمة.
كما ألقى الشيخ محمد عبد الرازق كلمة خلال الحفل، أعرب فيها عن فخره بهذا الإنجاز، معتبرًا أن حفظة القرآن الكريم هم أهل الله وخاصته، وهم النواة الحقيقية لجيل يحمل رسالة الإسلام بقلب واعٍ وعقل مستنير.
من جانبه، أكد الشيخ سلامة ، مشرف المكتب، أن هذه الفعاليات تُعدّ من أهم وسائل التشجيع على حفظ القرآن الكريم، حيث تُنمي روح المنافسة بين الطلاب، وتعزز مكانة حفظة القرآن في المجتمع.
كما شدّد الشيخ محمد أبو طالب على أن القرآن الكريم ليس مجرد كلمات تُحفظ، بل هو دستور حياة يجب أن يُطبّق في السلوك والأخلاق، داعيًا الطلاب إلى العمل بتعاليمه، ليكونوا قدوة حسنة في مجتمعاتهم.
أما الشيخ صدام أحمد، فقد أوضح أن حفظ القرآن الكريم هو أعظم استثمار للإنسان في دنياه وآخرته، داعيًا جميع الطلاب إلى مواصلة رحلتهم في تعلم علومه، وتدبر معانيه، ليصبحوا علماء المستقبل الذين ينيرون طريق الأمة.
وفي كلمة مؤثرة، تحدث الشيخ محمد طه عن أهمية التكامل بين حفظ القرآن وتطبيقه في الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن الحافظ لكتاب الله عليه مسؤولية كبيرة في أن يكون نموذجًا يُحتذى به في الأخلاق والمعاملة. وأضاف: “لا يكفي أن نحفظ القرآن، بل يجب أن نجعله منهجًا لحياتنا، وأن نعمل بما جاء فيه من قيم الرحمة، والتسامح، والعدل”.
لحظات التكريم.. فرحة غامرة بين الطلاب وأولياء الأمور
حانت اللحظة المنتظرة التي ترقبها الجميع، حيث تم الإعلان عن أسماء الطلاب المكرمين، وسط تصفيق حار من الحاضرين. تقدّم الطلاب واحدًا تلو الآخر لاستلام شهادات التقدير والجوائز القيمة، في مشهد مؤثر جمع بين الفخر والسعادة، وامتلأت القاعة بمشاعر الامتنان والفرحة.
لم تتمكن بعض الأمهات من حبس دموعهن، حيث انعكست عليهن مشاعر الفخر والاعتزاز برؤية أبنائهن يتوجون بهذه الجائزة، بعد أشهر وسنوات من المثابرة والسهر في حفظ كتاب الله.
وقال أحد الطلاب المكرمين بعد استلام جائزته: “هذه لحظة لا تُنسى، فقد كان حلمي أن أحفظ القرآن وأتلقى تكريمًا عليه، واليوم تحقق الحلم. سأواصل رحلتي في تعلم علوم القرآن والعمل به”.
دور مركز الأوائل التعليمي في نشر الثقافة القرآنية
أصبح مركز الأوائل التعليمي نموذجًا يُحتذى به في تقديم تعليم متميز في علوم القرآن الكريم، حيث يوفّر برامج مكثفة لتحفيظ القرآن وتعليم تجويده، بالإضافة إلى دورات متخصصة في الفقه والتفسير، مما يجعله بيئة تعليمية متكاملة لتنشئة جيل واعٍ يحمل بين جوانحه نور العلم والإيمان.
وأشاد المشايخ بالدور الفعّال الذي يلعبه المركز في غرس حب القرآن الكريم في نفوس الطلاب، وأكدوا على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات، لما لها من أثر عظيم في تحفيز الشباب على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن، ومواصلة مشوارهم في طلب العلم الشرعي.
ختام الحفل بالدعاء والاستمرار في دعم الحفظة
اختُتم الحفل بدعاء جماعي، رفع فيه الجميع أكفّهم إلى السماء، متضرعين إلى الله بأن يبارك في هؤلاء الطلاب، ويجعل القرآن الكريم نورًا في قلوبهم، وسببًا في صلاحهم في الدنيا والآخرة.
كما تعهّد القائمون على مركز الأوائل التعليمي بمواصلة جهودهم في دعم مسيرة تعليم القرآن الكريم، وتنظيم المزيد من الفعاليات والمسابقات التي تُشجع الطلاب على الاستمرار في حفظ كتاب الله، ليكونوا نموذجًا يُحتذى به في مجتمعاتهم.
بهذه الاحتفالية المهيبة، أكّد الجميع أن تكريم حفظة القرآن الكريم هو تكريمٌ للعلم والإيمان، ورسالة واضحة بأهمية العودة إلى كتاب الله، ليكون مرجعًا في بناء الأجيال القادمة، ومصدر هداية في كل زمان ومكان.