تسعى الدولة في ظل النمو العمراني المتسارع والتوسع الحضري الكبير الذي تشهده منطقة غرب القاهرة، برزت الحاجة إلى تطوير حلول استراتيجية لضمان استدامة الموارد المائية، خاصة في المدن الجديدة مثل مدينة الشيخ زايد، وكان من أبرز هذه الحلول مد مياه نهر النيل إلى المدينة، لتأمين احتياجاتها من مياه الشرب ومياه الاستخدام اليومي للمواطنين.
ويعتبر تنفيذ مشروع ضخم يهدف إلى مد مياه نهر النيل إلى مدينة الشيخ زايد، ضمن خطة استراتيجية لتعزيز التنمية العمرانية والاقتصادية في منطقة غرب القاهرة. يُعد هذا المشروع جزءًا من مبادرة “الدلتا الجديدة”، التي تهدف إلى استصلاح الأراضي الصحراوية وتوفير مصادر مياه مستدامة لدعم التوسع العمراني والزراعي.
الجدوى الاقتصادية
يتوقع أن يحدث المشروع تحولًا اقتصاديًا كبيرًا في منطقة الشيخ زايد والمناطق المجاورة، من خلال:
زيادة القيمة العقارية من المتوقع أن ترتفع أسعار العقارات في المنطقة بنسبة كبيرة، نظرًا للإطلالة المباشرة على النيل والخدمات المتكاملة.
سيجذب المشروع استثمارات محلية وأجنبية في قطاعات العقارات، السياحة، والخدمات.
سيوفر المشروع آلاف الوظائف خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، مما يساهم في تقليل معدلات البطالة.
الشركات المنفذة
تم تنفيذ المشروع من خلال تحالف يضم عددًا من كبرى شركات التطوير العقاري في مصر، منها:
ماونتن فيو شركة رائدة في تطوير المجتمعات السكنية المتكاملة.
بالم هيلز للتطوير العقاري شركة معروفة بمشروعاتها السكنية والتجارية الفاخرة.
نيشنز أوف سكاي شركة متخصصة في تطوير المشاريع العقارية الكبرى.
يذكر أن هذه الشركات تعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية لضمان تنفيذ المشروع وفقًا لأعلى المعايير.
طول المسافة
يمتد المشروع على مسافة تقارب 42 كيلومترا، تشمل:
16 كيلومترًا ترع مكشوفة لنقل المياه.
26 كيلومترًا مواسير تحت الأرض بعمق يصل إلى 30 مترا.
بالإضافة إلى قنوات فرعية تمتد لأكثر من 169 كيلومتر لتغطية المساحات المستهدفة.
التكلفة المبدئية
لم تعلن الجهات الرسمية عن التكلفة الإجمالية للمشروع بشكل دقيق، إلا أن التقديرات تشير إلى استثمارات ضخمة تُقدر بمليارات الجنيهات، نظرًا لحجم وتعقيد المشروع والبنية التحتية المصاحبة له.
المساحة المستهدفة من العمران
يهدف المشروع إلى تطوير مساحة واسعة من الأراضي في منطقة الشيخ زايد، تشمل:
توفير وحدات سكنية متنوعة تناسب مختلف الفئات.
إنشاء مراكز تجارية وخدمية لدعم السكان.
توفير مساحات خضراء ومناطق ترفيهية لتعزيز جودة الحياة.
أسباب تخطيط الدولة لهذا المشروع الضخم
تسعى الدولة من خلال هذا المشروع إلى:
تحقيق التنمية المستدامة من خلال استغلال الموارد المائية المتاحة وتوفير بيئة عمرانية متكاملة.
تخفيف الضغط عن المناطق الحضرية بتوفير بدائل سكنية حديثة في مناطق جديدة.
دعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل.
الشركات والبنوك الممولة
لم تعلن تفاصيل دقيقة عن الجهات الممولة للمشروع، إلا أنه من المتوقع أن يكون هناك تعاون بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة بنوك ومؤسسات مالية محلية ودولية، نظرًا لحجم المشروع وأهميته الاستراتيجية.
الفائدة من الناحية السكانية والعمرانية
سيساهم المشروع في تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئة سكنية متكاملة الخدمات، وزيادة الكثافة السكانية في المناطق الجديدة مما يخفف الضغط عن المناطق المزدحمة، وتعزيز البنية التحتية من خلال تطوير الطرق والمرافق العامة.
دلالات إنشاء مشروع بهذا الحجم حاليًا
يعكس المشروع توجه الدولة نحو التخطيط المستقبلي من خلال تنفيذ مشروعات استراتيجية تدعم التنمية على المدى الطويل، والاستفادة من الموارد المتاحة بتوظيف المياه الجوفية والمعالجة لدعم التوسع العمراني، وتعزيز مكانة مصر الإقليمية من خلال تنفيذ مشروعات بنية تحتية ضخمة تعزز من قدرتها التنافسية.
ويعد مشروع مد نهر النيل إلى مدينة الشيخ زايد خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة في مصر، من خلال توفير بيئة عمرانية متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر حياة كريمة للمواطنين.
