كتب_جوهر الجمل
في الثالث من يوليو، يُطفئ الفنان علاء مرسي شمعة جديدة في مسيرته الفنية، التي تجاوزت العقدين من العطاء المتواصل، والقدرة المدهشة على التجدد دون أن يفقد روحه الكوميدية المتفردة.
وُلد علاء مرسي في محافظة كفر الشيخ، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية – قسم تمثيل وإخراج – دفعة عام 1998، وهو ما منحه خلفية أكاديمية واضحة في اختياراته التمثيلية، سواء في الكوميديا أو في الأدوار الاجتماعية المركّبة.
ورغم أن اسمه ارتبط بالضحك السهل الممتنع، فإن من يعرف علاء مرسي عن قرب، يدرك أنه ممثل “مدرّب” يعرف كيف يقود أي دور صغير ليترك به بصمة كأنّه دور بطولة، حيث يُمثّل عام 2025 انعطافة مهمة في مسيرته، ليس فقط بسبب تعدد مشاركاته، بل لأنه خاض تحديات درامية أعمق وأكثر تنوعًا.
في موسم دراما رمضان 2025، لم يكن علاء مرسي مجرد “الظل الخفيف”، بل كان جزءًا من نسيج حقيقي للأعمال التي شارك فيها، منها مسلسل “قهوة المحطة” الذي اعتمد على البطولة الجماعية والدراما الواقعية، وكذلك مسلسل “ولاد الشمس”، ومسلسل “عقبال عندكوا”، ومسلسل “شهادة معاملة أطفال” مع النجم محمد هنيدي، حيث قدّم شخصية تحمل أبعادًا إنسانية، تتجاوز الإفيه والضحكة السريعة.
ومن اللافت هذا العام أيضًا مشاركته في مسلسل “جودر 2”، النسخة الجديدة من العمل الشعبي المعروف، حيث مثّل امتدادًا للأدوار الشعبية التي يتقنها، ولكن برؤية أكثر نضجًا، أما في السينما، فقد كانت له بصمة مختلفة في فيلم “فـار بـ7 أرواح”، الذي مزج بين الغموض والكوميديا السوداء، وهو نوع يبرع فيه علاء حين يُمنح المساحة.
ما يميز علاء مرسي هذا العام، إلى جانب كثافة أعماله، هو قدرته على التوفيق بين التنوع الفني والانضباط المهني، في ظل ازدحام جدول تصويره، وقد صرّح في لقاء خاص: “2025 كان اختبارًا حقيقيًا.. وقدرت أرجع لجمهوري بأدوار فيها قلب وروح مش بس ضحك”.
خارج الشاشة، يُعرف عن علاء دعمه للمواهب الشابة، ومشاركته الفعالة في الورش الفنية والمهرجانات المحلية، مؤمنًا بأن الكوميديا ليست مجرد أداء، بل رسالة ثقافية لها دور في تصحيح المفاهيم وتفريغ الضغوط.
ومع دخول عام جديد من عمره، يبدو أن علاء مرسي قرر أن يخلع عباءة “نجم الكوميديا التقليدي”، ليرتدي ما هو أوسع ممثل صاحب مشروع، لا يكتفي بالإضحاك، بل يفكر ويُفكّر.
