استقبل الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، صباح اليوم الإثنين، المهندس حاتم نبيل، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والوفد المرافق له، في مقر دار الإفتاء المصرية.
جاءت الزيارة، لبحث آفاق التعاون بين الجانبين، وتطوير الأداء المؤسسي، ودعم استراتيجية التوسع والارتقاء بالخدمات الإفتائية محليًّا ودوليًّا.
وأكد مفتي الجمهورية خلال اللقاء أن دار الإفتاء تمر بمرحلة من الحراك المؤسسي المتجدد الذي يهدف إلى تحديث آليات العمل، وتعزيز الكفاءة الإدارية، ورفع جودة الخدمات الإفتائية المقدمة للجمهور.
وأضاف أن هذا التطوير يأتي ضمن رؤية استراتيجية تستجيب للتحديات الفكرية المعاصرة، وتسعى لمواكبة المتغيرات السريعة في الواقعين المحلي والعالمي.
وأشار الدكتور عياد إلى أن المؤسسة الدينية الرسمية تعمل على تعزيز حضورها المجتمعي من خلال التوسع في إنشاء فروع جديدة بدعم من الدولة، وتطوير البنية التحتية الإدارية عبر الاستثمار في رأس المال البشري، وذلك بإعداد الكوادر وتأهيلها وفق أحدث المعايير المهنية والإدارية.
دعم دولي للأمانة العامة لدور الإفتاء
وشدد مفتي الجمهورية على أهمية دعم الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والتي وصفها بأنها “منصة دولية رائدة”، تقوم بدور محوري في التنسيق بين المؤسسات الإفتائية على مستوى العالم، وتعزز التعاون العلمي والفكري، وتنشر خطابًا دينيًا وسطيًا راشدًا قادرًا على التصدي للفتاوى المتطرفة والمغلوطة.
وأشاد المفتي بدور الدولة ومؤسساتها، مثمنًا جهود الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في إصلاح وتحديث الجهاز الإداري المصري، واصفًا الجهاز بأنه أحد الأذرع الأساسية في دعم أهداف “الجمهورية الجديدة” من خلال اعتماد منهجيات حديثة في الإدارة والتحول الرقمي.
كما وجه الدكتور عياد الشكر والتقدير للمهندس حاتم نبيل، على ما يبذله من جهود ملموسة في رفع كفاءة العمل الحكومي، وبناء منظومات إدارة تعتمد على الكفاءة والنزاهة والشفافية، مؤكدًا أن هذا التعاون يفتح آفاقًا واعدة أمام المؤسسات الدينية.
رئيس “التنظيم والإدارة”: نثمّن الرؤية الطموحة للمفتي
من جانبه، أعرب المهندس حاتم نبيل عن سعادته بلقاء مفتي الجمهورية، وأشاد بما لمسه من وعي قيادي ورؤية طموحة لدى دار الإفتاء المصرية، والتي تنعكس بوضوح في استراتيجيات التطوير المؤسسي والرسالة الإفتائية الفاعلة التي تقدمها داخليًا وخارجيًا.
وأكد رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة أن الجهاز يضع دعم المؤسسات الوطنية الجادة على رأس أولوياته، وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية، مشددًا على التزامه الكامل بتقديم كافة أوجه الدعم الفني والإداري للمؤسسة الدينية من أجل تمكينها من أداء رسالتها الدينية والمجتمعية بكفاءة وفعالية.
وشدد المهندس حاتم نبيل على أهمية الشراكة المؤسسية مع دار الإفتاء، مؤكدًا أن الجهاز على استعداد لتقديم الدعم في مجالات تطوير الهياكل الوظيفية، والتحول الرقمي، ورفع كفاءة العاملين، بما يضمن مواكبة المؤسسة لأعلى معايير الجودة المؤسسية.
واختُتم اللقاء برسالة توافق قوية بين الجانبين، تؤكد أهمية التكامل بين المؤسسات الدينية والإدارية في بناء الدولة الحديثة، والارتقاء بخدمات المواطنين، وتقديم نموذج مؤسسي يحتذى به في التنمية الإدارية والتطوير الديني المتوازن.
ومن المنتظر أن تسفر هذه اللقاءات المتكررة عن شراكات تنفيذية ومبادرات تطوير مشتركة، تسهم في إعادة رسم خريطة العمل الإفتائي المصري والدولي، وتؤكد مكانة دار الإفتاء كواحدة من أبرز المؤسسات الدينية المتقدمة في العالم الإسلامي.
