الرئيسيةعرب-وعالم

تركيا تبدأ تصدير الغاز الأذربيجاني إلى سوريا لأول مرة

تقرير: سمر صفي الدين

شهدت ولاية كيليس جنوبي تركيا، اليوم السبت، انطلاق أول تدفق للغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا. في خطوة وصفت بالتاريخية نحو تعزيز أمن الطاقة في البلاد والمنطقة.

ويعد المشروع ثمرة تعاون إقليمي واسع بين تركيا وأذربيجان وقطر. يهدف إلى تلبية جانب من احتياجات سوريا المتزايدة للطاقة بعد سنوات من تضرر بنيتها التحتية جراء الحرب. بما يسهم في تحسين إنتاج الكهرباء واستقرار الشبكة الكهربائية ودعم خطط إعادة الإعمار الاقتصادي.

قدرات خط الغاز الجديد

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار. خلال مراسم التدشين، إن الخط الجديد قادر على تصدير ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز سنوياً إلى سوريا. وهي كمية تكفي لتغطية احتياجات نحو 5 ملايين أسرة من الكهرباء.

وأكد الوزير أن تركيا تصدر بالفعل الكهرباء إلى سوريا عبر 8 نقاط مختلفة. مشيراً إلى خطة لزيادة قدرة تصدير الكهرباء بنسبة 25% في المرحلة الأولى. ثم مضاعفتها لاحقا عبر خطوط اتصال جديدة، بما يغطي احتياجات 1.6 مليون منزل سوري.

مشاركة إقليمية واسعة

حضر المراسم وزير الطاقة السوري محمد البشير، ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكاييل جباروف، ورئيس صندوق قطر للتنمية فهد حمد السليطي، وممثلون عن الدول المشاركة في المشروع.

وأشاد بيرقدار بالتعاون مع قطر وأذربيجان وسوريا، مؤكدا أن “هذا المشروع يمثل رمزا للصداقة بين شعوب المنطقة ويسهم في استقرارها”.

من جانبه، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير إن المشروع سيزود سوريا بـ3.4 مليون متر مكعب من الغاز الأذربيجاني عبر الأراضي التركية. مشيداً بالدعم الإقليمي، خاصة من تركيا وقطر وأذربيجان. لتعزيز البنية التحتية للطاقة في سوريا.

وأضاف: “شعبنا عاش سنوات طويلة في الظلام، ونعمل على توفير الطاقة كأولوية أساسية”.

دعم قطري متواصل

وأعلنت السفارة القطرية في دمشق عبر منصة “إكس” أن صندوق قطر للتنمية بدأ المرحلة الثانية من دعم الطاقة الكهربائية في سوريا بطاقة 800 ميغاواط.

وأوضحت أن المرحلة الأولى، التي نفذت في مارس الماضي بطاقة 400 ميغاواط، ساهمت بشكل ملموس في استقرار الشبكة الكهربائية ودعم القطاع الصناعي، مؤكدة أن المرحلة الثانية ستستمر لمدة عام كامل.

وأكدت السفارة أن هذا الدعم سيرفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء في سوريا إلى خمس ساعات يومياً، بزيادة قدرها 40%، خاصة بعد استقبال الإمدادات عبر محطة حلب وتوزيعها على مختلف المدن.

إعادة الإعمار

يأتي هذا المشروع في وقت يعاني فيه قطاع الكهرباء السوري هشاشة شديدة جراء تدمير البنية التحتية للطاقة خلال الحرب التي شنها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد قبل 14 عاماً.

وتسعى الحكومة السورية المؤقتة، بدعم من دول إقليمية. إلى إعادة بناء قدرات الطاقة كخطوة أساسية في مرحلة إعادة الإعمار.

ولفت بيرقدار إلى أن أنقرة قدمت، منذ عام 2017، دعماً مباشراً لأمن الطاقة في مناطق سورية عدة مثل عفرين وإدلب. مشيراً إلى إرسال فرق خبراء إلى دمشق لتحديد خطط قصيرة وطويلة الأجل لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء والغاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights