الرئيسيةعرب-وعالم

قاطرة التنمية.. كيف تعزز شراكة مصر مع مجموعة شنغهاي رؤية 2030؟

تقرير: محمد السنهوري

في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة، تبرز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين نموذجًا للتعاون بين دول الجنوب العالمي، فمشاركة مصر- باعتبارها “شريك حوار”- في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، لا تعكس عمق العلاقات الثنائية فقط، بل تؤكد أيضاً على الرؤية المشتركة لتكامل المصالح الاقتصادية والتنموية.

هذه الخطوة تعزز جهود مصر في تحقيق رؤية 2030، من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون مع الدول الأعضاء في المنظمة، بما في ذلك جذب الاستثمارات، وتعميق الشراكات التجارية، وتبادل الخبرات في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة.

قيمة عالمية بارزة

يقول الكاتب الصيني “داي بي” عن مشاركة مصر بالقمة: إن “مشاركة مصر في قمة تيانجين لمنظمة شنغهاي للتعاون تساهم في تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، كما  يمثل موقف الصين ومصر في القمة قيمة عالمية بارزة، باعتبارهما أعضاء مهمين في دول الجنوب العالمي، بشأن التعاون متعدد الأطراف.

وأضاف في تصريحات خاصة لجريدة “اليوم”: “في الاجتماعات الثنائية بين الجانبين الصيني والمصري أثناء قمة تيانجين للمنظمة، شدد الجانبان على الحفاظ على نتائج الانتصار في الحرب العالمية الثانية، والدفاع عن النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهو تعبير جماعي لدول الجنوب حول عدالة النظام الدولي”.

وتابع: “ومشاركة مصر- بصفتها دولة نامية- مع الصين في القمة لا تعكس توافق المواقف على المستوى الثنائي فحسب، بل تُجسّد أيضاً وحدة مواقف دول الجنوب العالمي وإصدار صوت جماعي، إذ تضم المنظمة دولاً نامية من آسيا وأفريقيا وأوروبا، كما يسهم في تعزيز مكانة معسكر الجنوب في المنصات متعددة الأطراف، وجعل مطالب الدول النامية أكثر وضوحاً، ودفع نظام الحوكمة العالمية نحو منطقة أكثر عدلاً وإنصافاً”.

رؤية مصرية جديدة

تقول الكاتبة الصينية “مو يي” في تصريحات خاصة لجريدة “اليوم”: “إن قمة تيانجين وهي القمة الخامسة لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تعقدها الصين، تمثل أكبر قمة منذ تأسيسها، ذلك يدل على التوسع المستمر لنفوذ منظمة شانغهاي للتعاون، فقد تطورت المنظمة من ست دول مؤسسة لتشمل الآن 26 دولة تمتد عبر 3 قارات، وانضمام مصر لمنظمة شانغهاي للتعاون، يعكس رؤية القيادة المصرية لأهمية هذه المنظمة، باعتبارها أحد أبرز المنظمات الإقليمية في العالم، التي تركز على تعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي، حيث تفتح هذه الخطوة آفاقًا جديدة أمام مصر”.

وأضافت: “في عالم اليوم، تتصاعد الصراعات الجيوسياسية والتحديات المشتركة، في ظل انتشار الأفكار التجارية الحمائية والاتجاه المناهض للعولمة، تتزايد أهمية منظمة شنغهاي للتعاون، حيث يحتاج المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون متعدد الأطراف”.

فرص استثمار لمصر

لفتت “يي” إلى: أنه “في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، يمكن لمصر تعميق التعاون مع الصين والدول الأعضاء الأخرى  للمنظمة، على المستويين الاقتصادي والتجاري؛ حتى العام الماضي، تجاوز إجمالي الناتج المحلي لدول الأعضاء في المنظمة 20 تريليون دولار أمريكي، ما يمثل 24٪ من الاقتصاد العالمي، كما تجاوز إجمالي حجم التجارة الخارجية 8 تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل ربع التجارة العالمية، كما سجل حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الأعضاء في المنظمة أرقامًا قياسية متتالية”.

العلاقات الصينية المصرية

قالت “يي”: إن “زيارة رئيس الوزراء وحضوره للقمة، تؤكد متانة العلاقات الصينية المصرية، التي تتخطى الإطار الاقتصادي إلى بعد إستراتيجي أعمق، فالصين ومصر شريكان وثيقان للتعاون ذي المنفعة المتبادلة، ملتزمين بتعزيز التكامل بين مبادرة (الحزام والطريق) ومبادرة (رؤية-2030)، حيث تتخذا من التعاون الاقتصادي والتجاري في منطقة السويس وغيرها من المناطق الصناعية قاطرة، لتعزيز التعاون المستمر في مجالات الاقتصاد والتجارة والتصنيع المشترك والطاقة الجديدة وغيرها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights