📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

د. محمد مهنا: تعدد الطرق الصوفية انعكاس لاجتهادات البشر في السعي إلى الله

استعرض الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، سبب تعدد الطرق الصوفية وتنوعها، مؤكدًا أن هذا التنوع ليس غريبًا أو متناقضًا، بل هو ظاهرة طبيعية تنبع من اختلاف اجتهادات البشر في فهم وإدراك الحقيقة الإلهية.
وأوضح أن التصوف يعد علمًا يختص بمعرفة الله تعالى، ويسعى كل مريد أو سائر في هذا الطريق للوصول إلى الله من خلال التربية الروحية والصدق في التوجه إليه.

التصوف ومفهوم “الصدق” في الوصول إلى الله

وأكد الدكتور مهنا أن التصوف يرتكز على مفهوم “الصدق”، الذي يُعتبر ثاني أعلى درجات الإيمان بعد النبوة. وهذا المفهوم يتطلب من المسلم أن يكون في حالة ارتباط قوي بالله سبحانه وتعالى.

وأوضح أن الصادق في سعيه نحو الله هو من يتصف بالصدق التام في العبادة وفي التوجه الروحي، مشيرًا إلى أن هذه الصدق يتجسد في قدرة الإنسان على الوصول إلى الله بالنية الصافية والتفاني في الطاعات.

طرق صوفية متعددة تعبيرًا عن درجات الفهم الروحي

فيما يتعلق بتعدد الطرق الصوفية، أشار الدكتور محمد مهنا إلى أن كل طريقة تعبّر عن فهم مريدها للحقيقة الإلهية بحسب تجربته الروحية ودرجة معرفته.

فالطرق الصوفية تتنوع وتعكس استعدادات وملامح مختلفة للنفس البشرية في سعيها نحو الوصول إلى الله.
وأضاف أن التصوف يقوم على مبدأ “مقام الإحسان”، الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، حيث بيّن أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، وإن لم تكن تراه، فاعلم أنه يراك.

هذا المبدأ يتجسد في تنوع التجارب الروحية بين “المشاهدة” و”المراقبة”، حيث يرى البعض الحقيقة الإلهية بعين الإيمان، بينما يكتفي آخرون بمراقبة الله في عباداتهم.

استعدادات النفوس وتفاوت التجارب الروحية

وأوضح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن هناك تفاوتًا في استعدادات النفوس البشرية، ما يفسر تنوع الطرق الصوفية.

فبعض الأشخاص يميلون إلى الزهد والابتعاد عن الترف والنعيم، بينما يجد آخرون راحتهم في العبادة والعمل الصالح.
وأكد أن لكل طريقة صوفية تلاميذها الذين يتبعونها وفقًا لاستعداداتهم الروحية الخاصة بهم، وما يناسب تجاربهم الشخصية في طريقهم نحو الله.

نصيحة لفهم الذات والتمسك بالكتاب والسنة

نصح الدكتور محمد مهنا كل شخص بالعمل على فهم ذاته واكتشاف طريقه الروحي الخاص به.

وأكد على ضرورة التمسك بالكتاب والسنة، مع الاعتراف بتعدد الطرق الصوفية طالما كانت موجهة نحو الحقيقة الإلهية ونحو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى. هذا التنوع في السبل لا يُعد تناقضًا، بل هو تعبير عن التفاوت في استيعاب الناس للحقيقة.

دور الطرق الصوفية في التنمية الروحية الفردية والجماعية

وتطرق الدكتور مهنا أيضًا إلى الدور الذي تلعبه الطرق الصوفية في نمو الأفراد روحياً وفي تحقيق التوازن بين الجوانب المادية والروحية للحياة.
وأكد أن التصوف يقدم للأفراد وسيلة للوصول إلى عمق التجربة الروحية عبر الزهد والمراقبة والتأمل في الذات، مما يساعدهم على تحقيق الصلة بالله بشكل أكثر صدقًا وأصالة.

تعدد الطرق الصوفية جزء من غنى التجربة الدينية

أبرز الدكتور مهنا في ختام تصريحاته أن تعدد الطرق الصوفية يعد جزءًا من غنى التجربة الدينية في الإسلام، وأن كل طريقة تسهم في تقديم رؤية مختلفة للروح البشرية في سعيها المستمر نحو تحقيق الإحسان في العبادة والتقرب إلى الله.https://www.youtube.com/watch?v=_8o3L4VDMD0

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights