ما حكم تأجير ملعب كرة على أن يدفع الفريق الخاسر ثمن الإيجار؟ عالم أزهري يجيب

يتسائل كثير من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة عن الحكم الشرعي إيذاء تأجير فريقين ملعب كرة القدم، ويتولى أحد الفريقين ثمن الإيجار في حالة الخسارة، ومع كثرة الحديث عن هذا الأمر؛ نتج عنه تضاربات كثيرة في الآراء، ما استدعى اهتمام الكثيرين حول معرفة الحكم الشرعي الصحيح له.

وفي هذا الصدد قال محمود عبده الأزهري الواعظ بمجمع البحوث الإسلامي وعضو لجنة الفتوى إنه لا يجوز تأجير ملعب على أن يدفع الفريـق الخاسر ثمن الإيجار، وهو يعد من قبيل القمار المحرم، مشيرًا إلى أن الإسلام قد أباح اللعب الذي يقصد منه الترويح عن النفس بشرط ألا يشغل المسلم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن إداء الواجبات والمسؤوليات المكلف بأدائها.

وأضاف “الأزهري” خلال حديثه لـ”اليوم” أن الإسلام أباح المسابقة على الألعاب المباحة كالرمي والخيل والإبل، كما أباح المسابقة على غيرها من الأشياء التي تعود بالنفع على المسلم في الدين كالتفقه أو تنشيط الذهن وتنمية المهارات كأبواب العلم النافع، وللمسابقة صور صحيحة ليست من المقامرة أو المراهنة منها: أن يكون الجعل(الجائزة) من خارج الفريقين كأن يكون من ولي الأمر أو إحدى الهيئات المنظمة الراعية للمسابقة أو البطولة.

وأضاف أو أن يكون من شخص متبرع، وهذه الصورة جائزة ولا شيء فيها، أن يكون الجعل (الجائزة)من أحد المتسابقين كأن يقول أحدهما إن سبقتني فلك الجائزة وإن سبقتك فلا شيء لي، وهذه أيضًا صورة جائزة، إذا كان الجعل(الجائزة)مشروطًا بأن يتسلمه الفريق الفائز من الفريق الخاسر أيًَّا كان هو، بلغة العصر(على اللي يشيل) فهذه الصورة محرمة لأنها من المراهنة والقمار المحرم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 90-91].

وتابع: والميسر هو القمار، هذا الحكم ينطبق على جميع الألعاب المنتشرة بين الشباب ككرة القدم والبلايستيشن وصالات البنج والبلياردو وغيرها إذا قام جمع من الشباب باستئجار ملعب فالوضع الصحيح أن يشتركوا جميعًا في تأجيره (الفائز والخاسر معًا) أو يقوم متبرع خارج عن الفريقين بدفع الأجرة لصاحب الملعب.