تقارير-و-تحقيقات

مصطفى فرغلى يكتب /متى ولد الرسول


لا شك أن يوم مولده صل الله عليه وسلم كان نور أنار المشرقين ويوم فرح وسرور لجده عبدالمطلب الذي أخذه ودخل به الكعبة وسماه محمّدًا وقد فرح أعمامه أيضًا بميلاده (ﷺ) حتى إن أبا لهب أعتق الجارية التي بشّرته بولادته، وهي ثويبة المرضعة الأولى للنبي عليه السلام، فكان عليه الصلاة والسلام أعظم إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية جميعها وهو ما عبر عنه القرآن الكريم فى قوله سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» فهو صلي الله عليه وسلم الذي أخرجنا من الظُلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهُدى، وذلك بما أعطاه الله تعالى إيّاه من القُرآن الكريم والسُنة الشريفة، قال -تعالى-: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “.

متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
اختلف أهل السيَر والتاريخ في تحديد يوم وشهر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أمر له سببه المعقول حيث لم يُعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن، فكان حاله كحال غيره من المواليد، ولذا لم يكن لأحد أن يجزم على وجه اليقين بوقت ميلاده صلى الله عليه وسلم.

وقال الدكتور محمد الطيب النجار رحمه الله -:
ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته، فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده: أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حول هذا النبي، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى، وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث.


وبدأ المسلمون حينئذٍ يستوعبون كل ما يسمعون من تاريخ نبيهم صلى الله عليه وسلم لينقلوه إلى الناس على توالي العصور. ” القول المبين في سيرة سيد المرسلين ” (ص 78).

ومن مواضع الاتفاق في ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم تحديد العام وتحديد اليوم: أما العام فقد كان عام الفيل وأما اليوم فهو يوم الاثنين أما موضع الخلاف فقد كان في تحديد الشهر واليوم منه وفيه أقوال كثيرة.

ومنها أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان لليلتين خلتا من ربيع الأول وقيل في ثامن ربيع الأول وقيل: في آلعاشر ربيع الأول وقيل: في الثاني عشر ربيع الأول أما يوم وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا خلاف في أنها كانت يوم الاثنين، وأما سنة الوفاة: فلا خلاف في أنها كانت في العام الحادي عشر من الهجرة وأما شهر الوفاة: فليس ثمة خلاف أنها كانت في شهر ربيع أول.

وقال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية الاسبق فى تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟، أنه وقد ولد النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة.

وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة واستدل بما روى الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ . رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights