رئيس جامعة الأزهر.. اللغة العربية معجزة حية وإرث حضاري خالد

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، في مقاله المعنون بـ “من سعة العربية وإعجاز القرآن الكريم”، على مكانة اللغة العربية ودورها المحوري في الحفاظ على الهوية الإسلامية والإنسانية.
أشار الدكتور داود إلى أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للمعرفة، وركيزة أساسية للحضارة الإسلامية، وإحدى معجزات القرآن الكريم التي جعلتها تتربع على عرش اللغات عبر العصور.
أوضح فضيلته أن سعة اللغة العربية تكمن في قدرتها الفائقة على استيعاب مختلف العلوم والفنون، وقدرتها على التعبير الدقيق عن أدق المشاعر والأفكار، وهو ما يجعلها لغةً حيةً نابضةً بالإبداع والتجديد.
إعجاز القرآن الكريم: السر الخالد
تناول الدكتور داود في مقاله جوانب إعجاز القرآن الكريم، الذي يُعدُّ المعجزة الكبرى للرسالة الإسلامية. وأكد أن إعجاز القرآن لا يقتصر على ألفاظه أو أسلوبه البياني، بل يتجلى في شموليته وقدرته على معالجة القضايا الإنسانية عبر الزمان والمكان.
أضاف أن القرآن الكريم جاء ليُعجز العرب في فصاحتهم وبلاغتهم، وهم الذين كانوا أهل الشعر والنثر والخطابة، مشيرًا إلى أن التحدي القرآني في سورة البقرة: “فأتوا بسورة من مثله” (الآية 23) ما زال قائمًا حتى يومنا هذا، ويثبت تفرد هذه المعجزة الإلهية.
كما أكد فضيلته أن القرآن الكريم لم يقتصر على السمو البلاغي، بل امتد ليشمل الإعجاز العلمي والتشريعي، مما يُبرز قدرة اللغة العربية على استيعاب مختلف التخصصات والعلوم.
سعة العربية: دقة المفردات وثراء الأساليب
أوضح رئيس جامعة الأزهر أن اللغة العربية تتميز بسعة مفرداتها ودقة معانيها، مما يجعلها قادرة على التعبير عن أدق التفاصيل بمرونة وإبداع.
وأشار إلى أن هذه السعة ليست صدفة، بل هي دليل على عظمة الخالق الذي اختار العربية لتكون لغة كتابه العظيم.
وأضاف أن اللغة العربية تمتلك نظامًا نحويًا وصرفيًا متكاملًا، يتيح بناء الجمل والأساليب بدرجة عالية من الدقة، فضلًا عن استخدام الأساليب البلاغية التي تزيد من قوة التعبير وإبداعه.
التحدي المعاصر: الحفاظ على اللغة العربية
اختتم الدكتور داود مقاله بالدعوة إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية في ظل التحديات المعاصرة، مؤكدًا أن التمسك بها يعني الحفاظ على الهوية الإسلامية والثقافية.
أشار إلى أهمية التعليم والتربية في تعزيز مكانة اللغة العربية بين الأجيال الجديدة، داعيًا المؤسسات التعليمية والإعلامية إلى لعب دور أكبر في النهوض باللغة، وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات العلمية والثقافية.
أكد فضيلته أن اللغة العربية ليست لغة جامدة أو منغلقة، بل هي لغة حية قادرة على استيعاب مستجدات العصر، وتلبية احتياجات العلوم والتكنولوجيا، دون أن تفقد أصالتها أو روحها.
اللغة العربية والقرآن: معجزة متجددة
يؤكد مقال الدكتور سلامة جمعة داود على أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي معجزة متجددة تحمل رسالة الإسلام للعالمين. كما يُبرز أهمية الاعتزاز بهذه اللغة، والعمل على ترسيخها في الحياة اليومية والتعليم، للحفاظ على إرثها الخالد الذي يمثل أعظم كنز حضاري للإنسانية.