تواجه كوريا الجنوبية كارثة بيئية خطيرة، حيث تشهد حرائق غابات مدمرة تُصنّف من بين الأسوأ في تاريخها، في ظل ظروف مناخية قاسية تُصعّب عمليات الإطفاء وتزيد من انتشار النيران في مناطق واسعة من البلاد.
ووفقًا لما أفادت به وسائل إعلام كورية جنوبية اليوم الثلاثاء، فإن الجفاف الشديد والرياح القوية جعلا السيطرة على الحرائق أكثر تعقيدًا، فيما تشير التقديرات إلى أن هذه الكارثة تُعد ثالث أضخم موجة حرائق غابات تضرب كوريا الجنوبية عبر التاريخ.
واندلعت الحرائق خلال عطلة نهاية الأسبوع، متسببةً في التهام مساحات شاسعة من الغابات، وأسفرت حتى الآن عن مصرع أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بحسب السلطات المحلية. كما أجبرت الحرائق آلاف السكان على الفرار من منازلهم، وسط عمليات إجلاء طارئة في المناطق الأكثر تضررًا.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، التهمت النيران مئات الهكتارات من الغابات، مما يهدد التنوع البيئي في المنطقة ويؤثر على الحياة البرية، حيث أشارت التقارير إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات التي تعيش في الغابات المحترقة.
وتواصل فرق الإطفاء الكورية، بمشاركة المئات من رجال الإطفاء والمروحيات، عملياتها لمحاولة السيطرة على الحرائق والحد من انتشارها، إلا أن الرياح القوية تُعرقل جهودهم، مما يزيد من تعقيد المهمة.
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المناطق المتضررة، كما أصدرت الحكومة توجيهات للسكان بالبقاء في أماكن آمنة وتجنب المناطق القريبة من الحرائق، في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تستمر النيران في الاشتعال خلال الأيام المقبلة إذا لم تتحسن الظروف الجوية.
وأثارت هذه الحرائق مخاوف من تكرار كارثة عام 2000، عندما شهدت كوريا الجنوبية واحدة من أضخم حرائق الغابات في تاريخها، والتي دمرت أكثر من 23,000 هكتار من الأراضي الحرجية. كما أعادت هذه الأزمة الجدل حول ضرورة تعزيز تدابير الوقاية من حرائق الغابات، وتحسين آليات التعامل مع مثل هذه الكوارث في ظل تغير المناخ المتسارع.
وفي ظل هذه الظروف، دعت الحكومة الكورية المواطنين إلى التعاون مع فرق الطوارئ والالتزام بتعليمات السلامة، مؤكدةً أنها ستتخذ كافة الإجراءات الممكنة للحد من تفاقم الأزمة، بما في ذلك إرسال مزيد من الموارد والمعدات الجوية للمساعدة في عمليات الإطفاء.
