سلسلة الإعجاز الرباني.. روائع صنع الخالق في مملكة النحل

تقرير : أحمد فؤاد عثمان
جريدة وموقع “اليوم” تستعرض واقعة نادرة من عالم النحل، تكشف كيف يحوّل هذا الكائن الصغير ذكاءه الفطري إلى وسيلة مذهلة لحماية خليته، عبر عملية تحنيط طبيعية تمنع الخطر قبل أن يبدأ
النحل بذكاء خارق يواجه الموت بالتحنيط
في عالم الكائنات الحية، لا تتوقف الطبيعة عن إبهارنا بقوانينها الدقيقة وآلياتها المدهشة. وأحد أعظم الأمثلة على ذلك ما يفعله النحل عندما يتعرض لخطر داخلي في قلب خليته.
المشهد يبدأ بفأر متسلل
تحت تأثير رائحة العسل ودفء الخلية، قد يقرر فأر صغير الدخول بحثًا عن طعام ومأوى. لكنه يجهل أن هذه المغامرة ستكون الأخيرة في حياته؛ إذ تنطلق أسراب النحل العامل في هجوم منظم، تلسعه فيه بلا هوادة حتى يسقط صريعًا.

المعضلة بعد المعركة
يمثل الجسد الميت للفأر مشكلة كبيرة، فهو أكبر من أن يتم إخراجه عبر مداخل الخلية الضيقة. تركه داخلها يعني انتشار البكتيريا والفطريات، وتلوث البيئة الداخلية بالرائحة الكريهة.
الحل العبقري: التحنيط
في استجابة غريزية مذهلة، يلجأ النحل إلى استخدام مادة طبيعية تسمى البروبوليس أو صمغ النحل، وهي مزيج من راتنج الأشجار والشمع، تمتاز بخواص:
- مقاومة قوية للبكتيريا والفطريات
- عزل تام للرطوبة
- إيقاف التحلل ومنع الروائح
يقوم النحل بتغليف جثة الفأر بالكامل بطبقات متتالية من الشمع والبروبوليس، ليحاصرها ويمنع أي تحلل، حتى تجف تدريجيًا وتتحول إلى “مومياء” طبيعية لا تسبب أي خطر على الخلية.
عظمة الخالق سبحانه وتعالى
على الرغم من أن النحل لا يمتلك عقلًا بشريًا، فإنه يتصرف بأنظمة معقدة ودقة هندسية تلهم العلماء في مجال الطب الحيوي وعلوم البيئة.
ولعل هذا المشهد يجسد قوله تعالى:
﴿هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾
إنه درس من الطبيعة يؤكد أن كل مخلوق، مهما صغر حجمه، يحمل في تكوينه سرًا من أسرار الإبداع الإلهي.
ختامنا
وبهذا المشهد البديع من مملكة النحل، تثبت لنا الطبيعة أن الإبداع الإلهي حاضر في كل تفصيلة من حياة المخلوقات. جريدة وموقع “اليوم” يواصلان رصد هذه العجائب لتبقى نافذتك على أسرار الكون وإبداعات الخالق.

