أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أهمية تعزيز مفهوم الوطن لدى الأجيال الجديدة، من خلال الحوار والنقاش المفتوح مع الأبناء حول المعاني العميقة للانتماء.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة “الناس”، حيث شدد على ضرورة ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الشباب والأطفال، لتكون جزءًا من وعيهم وتكوينهم الثقافي والاجتماعي.
وأوضح الورداني أن الحديث مع الأبناء حول الوطن يجب أن يتجاوز الحدود الجغرافية، ليشمل أبعادًا أعمق، مثل الشعور بالانتماء، والتواصل مع الآخرين، والمشاركة الفعالة في المجتمع.
وأضاف أن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية نعيش فيها، بل هو منظومة متكاملة من القيم والعلاقات والمبادئ التي تربط الأفراد ببعضهم البعض.
الوطن مفهوم أوسع من الجغرافيا.. والتضامن مع غزة مثال حي
أشار الدكتور الورداني إلى أن الشعور بالوطن لا يقتصر على الأرض التي نعيش عليها، بل يمتد إلى كل ما يجمع بين الناس من قيم ومبادئ، وهو ما يتجلى بوضوح في التضامن مع القضايا العادلة مثل دعم الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد أن الوقوف بجانب الأشقاء في الأوقات الصعبة يعكس المعنى الأعمق للوطن، حيث يتخطى الحدود ليشمل الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين والمساهمة في رفع الظلم عنهم.
وأضاف أن الوطن في جوهره هو حالة من العطاء والمساندة، وليس مجرد هوية رسمية أو بطاقة تحمل اسم الدولة، مشددًا على ضرورة أن يتعلم الأبناء أن حب الوطن يُترجم إلى أفعال حقيقية، مثل التعاون والتكافل والعمل من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع.
معرفة طموحات الأبناء.. خطوة نحو بناء الوطن
وفي سياق متصل، شدد الورداني على أهمية الاستماع إلى أحلام الأبناء وطموحاتهم تجاه وطنهم، مشيرًا إلى أن إشراكهم في النقاش حول مستقبل المجتمع يساعدهم على الشعور بالمسؤولية والانتماء الحقيقي.
وأكد أن الشباب بحاجة إلى رؤية واضحة لما يمكن أن يساهموا به في نهضة وطنهم، مع التركيز على قصص النجاح والتغييرات الإيجابية التي تحدث في البلاد.
وأشار إلى أن التحولات التي يشهدها الوطن تمثل “فتحًا كبيرًا”، يتطلب من الجميع نظرة متفائلة، وصبرًا لفهم أبعاده المختلفة، كما يحتاج إلى “عيون كثيرة ترى”، في إشارة إلى أهمية وعي المجتمع بالتغيرات المحيطة به، والعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.
دعوة للحوار والمشاركة الفعالة
اختتم الدكتور عمرو الورداني حديثه بالتأكيد على أن بناء الأوطان لا يتم إلا بالحوار والتفاهم المشترك بين الأجيال، مشددًا على أن مسؤولية غرس حب الوطن تبدأ من الأسرة، حيث يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة في التعبير عن انتمائهم الحقيقي، ليس فقط بالكلام، ولكن بالأفعال التي تترجم هذا الانتماء إلى واقع ملموس.
