تقارير-و-تحقيقات

قيسارية أسيوط.. سوق التاريخ والحرف والموروث الشعبي

كتب : طارق فتحي عمار

في قلب مدينة أسيوط، تقف “القيسارية” شاهدة على قرون من التاريخ والحياة الشعبية، حيث تُعد ثاني أقدم سوق تجاري في مصر بعد خان الخليلي، ويعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 450 عامًا، تحديدًا في العصر العثماني والمملوكي. 

إرث معماري وتاريخي

تتميز القيسارية بطرازها المعماري الفريد، حيث تتوسطها وكالات أثرية عتيقة، وتضم مقام “سيدي جلال الدين السيوطي”، الذي يُعد من أبرز المزارات الدينية في المحافظة.  ويُقال إن القيسارية شُيّدت في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بن مروان، مما يضفي عليها طابعًا إسلاميًا عريقًا. 

سوق الغلابة ومهن الأجداد

تُعرف القيسارية بـ”سوق الغلابة”، حيث تُباع فيها المنتجات بأسعار مناسبة، نظرًا لامتلاك التجار لمحلاتهم وعدم دفعهم لإيجارات باهظة.  ويضم السوق مهنًا نادرة توارثها الأجيال، مثل صناعة الأقفال، التنجيد البلدي، سن السكاكين، وصناعة البن والعطور. 

ألعاب الأطفال بأسعار في متناول الجميع

تُعد القيسارية من أقدم الأسواق لبيع ألعاب الأطفال في أسيوط، حيث تتراوح أسعار الألعاب بين 5 و100 جنيه، مما يجعلها وجهة مفضلة للأسر ذات الدخل المحدود. 

جهود التطوير والحفاظ على التراث

أعلنت محافظة أسيوط تحت قيادة اللواء هشام ابو النصر عن خطط لتطوير منطقة القيسارية، بهدف رفع كفاءة شوارعها، إدخال مرافق الحماية المدنية، والحفاظ على تراثها التاريخي بالتعاون مع برنامج تنمية صعيد مصر. 

تظل قيسارية أسيوط رمزًا للتاريخ الحي، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في أزقتها، وتنبض بالحياة من خلال مهنها التقليدية وروحها الشعبية، مما يجعلها وجهة لا تُنسى لكل من يزورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights