عرب-وعالم

مصرع العشرات في تدافع مروع خلال أكبر تجمع ديني عالمي في الهند

لقي عشرات الأشخاص مصرعهم في حادث تدافع مروع في أثناء أكبر تجمع ديني في العالم، والذي يُقام في مدينة “براياغراغ” الهندية، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء.

تجمع الملايين من الهندوس للاستحمام في نهر “يوم كومبه”، في طقس ديني يُعتبر من أقدس الأيام في تقاليدهم، حيث يعتقدون أن الاستحمام في هذا اليوم يحمل لهم الطهارة والبركة. ومع تزايد أعداد الحشود، وقع الحادث المؤلم نتيجة التدافع الشديد في موقع التجمع وانهيار حاجز بالقرب من النهر.

ويعتبر مهرجان “ماها كومبه ميلا” هو أحد أضخم التجمعات الدينية في العالم، ويُقام في الهند كل 12 سنة في مواقع مختلفة على ضفاف الأنهار المقدسة، مثل نهر الغانج في مدينة “براياغراغ” أو مدينة “فاراناسي” أو “الهريدوار” حسب الدورة ، ويُعد هذا المهرجان جزءًا من الطقوس الهندوسية التي تهدف إلى التطهر الروحي، حيث يعتقد المشاركون أن الاستحمام في النهر في هذا اليوم يمنحهم البركة والتطهير من الخطايا ،حيث يُعتقد أيضًا أن النهر يملك قوى خارقة ويُشارك فيه ملايين الهندوس من جميع أنحاء الهند والعالم.

كما يُعتبر المهرجان من أبرز وأقدس التجمعات في الديانة الهندوسية، حيث يشارك فيه مئات الآلاف من الزوار في كل مرة، ويبلغ عدد الحضور في بعض المناسبات أكثر من 100 مليون شخص.

ومن طقوس هذا المهرجان هو الاستحمام في النهر حيث يعد الطقس الرئيسي في هذا المهرجان و يأتي الحجاج إلى الأنهار على شكل مجموعات ضخمة، ويغمرون أنفسهم في المياه المقدسة و يعقد المشاركون طقوسًا دينية مثل الصلوات والتمجيد لله.

وأكد مصدر مسؤول في مستشفى محلي لشبكة CNN أنه تم استقبال 35 جثة بحلول الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي. وأضاف المصدر أن حوالي 20 شخصًا آخرين تم علاجهم من إصابات طفيفة، حيث حدث تدافع كبير بسبب انهيار حاجز بالقرب من النهر مشيرًا إلى أن عمليات الإنقاذ ما زالت جارية والفرق الطبية تعمل على معالجة المصابين. ومع ذلك، تواصل فرق البحث والإنقاذ التفتيش عن المزيد من الضحايا المحتملين.

في المقابل، لم تكشف السلطات الهندية عن الرقم الدقيق للضحايا في هذا الحادث حتى الآن، إلا أن المسؤول التنفيذي للمهرجان، أكانكشا رانا، صرح بأن عدة أشخاص أصيبوا وتم نقلهم إلى المستشفى. وذكر أن المسؤولين ما زالوا يقيمون الوضع ويعملون على جمع تفاصيل دقيقة حول الحادث. كما أوضح رانا أن التدافع وقع في منطقة ماها كومبه ميلا، في مدينة براياغراغ، بعدما انهار حاجز بسبب الضغط الكبير للحشود قرب النهر.

ووفقًا لوكالة رويترز ووسائل الإعلام المحلية، أظهرت الصور المأساوية التي تم التقاطها من موقع الحادث عشرات الجثث التي تم العثور عليها بالقرب من ضفة النهر، حيث كانت الحشود تتجمع بأعداد ضخمة. وقد أظهرت مقاطع الفيديو التي تم نشرها عبر الإنترنت فرق الإنقاذ وهي تعمل على نقل الجثث إلى خارج الموقع وسط الأجواء العاصفة، بينما كانت سيارات الإسعاف تتسابق بين الحشود الكبيرة لنقل المصابين إلى المستشفيات. وكان أفراد الأمن موجودين في الموقع لمساعدة المصلين وتهدئة الوضع في الوقت الذي كانت فيه الممتلكات الشخصية مثل البطانيات والحقيبة متناثرة على الأرض نتيجة التدافع.

وعلى الرغم من أن المهرجان يعتبر حدثًا مقدسًا، فقد شهد المهرجان عددًا من الحوادث المؤسفة عبر تاريخه بسبب التدافع الشديد وضغط الحشود. وهناك بعض الحوادث البارزة التي وقعت في مهرجان “ماها كومبه ميلا” على مر السنين:

الحادثة الأولي في عام 1954 “الأنسرة الكبيرة” ، ووصل العدد التقريبي للضحايا أكثر من 500 قتيل خلال المهرجان في مدينة “الهريدوار” عام 1954، ووقعت حادثة تدافع كبيرة على ضفاف نهر الغانج ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص.

والحادثة الثانية للمهرجان في “ناشيك” عام 2003 ، وأسفر  الحادث عن مقتل 39 شخصًا وإصابة العديد من الآخرين ، أما الحادثة الثالثة  في “الهريدوار” عام 2013، فقد وقع تدافع ضخم أثناء تجمع الآلاف من الأشخاص و تم الإعلان عن وفاة 36 شخصًا بينما تم نقل العديد من المصابين إلى المستشفيات.

و الحادثة الرابعة للمهرجان كانت في مدينة “براياغراغ” عام 2015، حيث شهد المهرجان حضور أكثر من 10 ملايين شخص ،وأسفر الحادث عن مقتل نحو 40 شخصًا وإصابة العشرات .

والحادثة الخامسة للمهرجان كانت  في “ناشيك” عام 2019، والحادث أسفر عن مقتل نحو 50 شخصًا وإصابة العشرات في إحدى أكثر الحوادث دموية في تاريخ المهرجان.

ومن جانبها، أصدرت السلطات الهندية اليوم بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها ستقوم بمراجعة شاملة للإجراءات الأمنية والتنظيمية المتبعة في مثل هذه الفعاليات الضخمة. وأشارت إلى أنها ستسعى لتحسين استعداداتها لمواجهة مثل هذه الحوادث في المستقبل. كما وعدت بتعزيز تدابير السلامة ورفع مستوى الإجراءات الأمنية خلال التجمعات الدينية القادمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.

وختاماً مهرجان “ماها كومبه ميلا” هو حدث ديني وثقافي ضخم يجذب الملايين من الهندوس من مختلف أنحاء العالم، ويُعتبر فرصة للتطهر الروحي والتواصل مع الآلهة. ورغم سحره الروحي، يبقى المهرجان تحديًا في ما يخص تنظيم الحشود وضمان سلامتها، وهو ما يتطلب جهودًا كبيرة من السلطات لضمان سيره بشكل آمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights