عرب-وعالم

فوز ميرتس بالانتخابات الألمانية.. ماذا ينتظر اللاجئين السوريين؟

أعلن فريدريش ميرتس، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، أمس الأحد، فوز حزبه بالانتخابات الألمانية، ما يجعله الأقرب لتولي منصب المستشار، خلفا لأولاف شولتس.

ومع توجهات حزبه المتشددة تجاه اللاجئين، تثار مخاوف السوريين المقيمين في ألمانيا بشأن مستقبل إقامتهم وفرصهم في الاندماج.

توجهات ميرتس والهجرة: تشديد قادم؟

يعرف ميرتس بمواقفه الصارمة تجاه سياسات اللجوء، إذ سبق أن انتقد سياسة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في استقبال اللاجئين، مؤكدًا على ضرورة ضبط الحدود وترحيل من لا يستوفون معايير الإقامة.

وصرّح خلال حملته الانتخابية قائلاً: “بعد أفغانستان وسوريا، نريد أن نبدأ في الترحيل بشكل منتظم.”

الجالية السورية

يعيش في ألمانيا نحو 975 ألف لاجئ سوري، ومع وصول ميرتس للسلطة، يتزايد القلق من احتمال تشديد قوانين الإقامة وإجراءات الترحيل، لا سيما للسوريين الذين يعتمدون على المساعدات الاجتماعية أو لم يتمكنوا من الاندماج في سوق العمل.

وهذا التصريح أثار قلق الجالية السورية في ألمانيا، ويرى المهندس السوري فراس يونس، الذي يعمل في إدارة مشاريع البنية التحتية لشركة القطارات الألمانية، أن التغيرات السياسية المقبلة قد تؤثر بشكل كبير على أوضاع اللاجئين السوريين.

ويقول فراس في تصريحات خاصة لـ”اليوم”: “هناك اتجاه واضح نحو تشديد إجراءات الإقامة وربطها بالاندماج وسوق العمل، من لا يعمل أو لا يثبت أنه يساهم في المجتمع قد يجد نفسه مهددًا بعدم تجديد إقامته أو حتى بالترحيل.”

ويضيف فراس، الحاصل على الماجستير في الهندسة الصناعية من جامعة برلين، إن: “ما نشهده اليوم هو بداية مرحلة جديدة في سياسات الهجرة، وأن تصريحات ميرتس تشير بوضوح إلى أن ألمانيا ستبدأ في مراجعة أوضاع اللاجئين السوريين، خاصة أولئك الذين يعتمدون على المساعدات الحكومية أو لم يندمجوا في سوق العمل.”

قيود على الخدمات الاجتماعية

مع وصول ميرتس للسلطة، يتوقع كثيرون تشديد شروط الاستفادة من الخدمات الاجتماعية.

ويوضح فراس يونس أن ذلك قد ينعكس سلبًا على حياة الكثير من اللاجئين السوريين: “من لا يحمل إقامة ثابتة قد يواجه صعوبات في الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية وحتى في دخول سوق العمل، وقد يصبح الحصول على المساعدات الاجتماعية أكثر تعقيدًا، مما يضع العديد من العائلات في وضع صعب.”

ويضيف: “أي تغيير في تصنيف سوريا كدولة آمنة سيؤثر مباشرة على اللاجئين، إذا قررت الحكومة الجديدة أن بعض المناطق أصبحت آمنة، فقد يتم الضغط على اللاجئين للعودة، خاصة الذين لا يعملون أو لم يتمكنوا من الاندماج.”

اليمين المتطرف وتأثيره على قرارات الحكومة

إلى جانب فوز الحزب المسيحي الديمقراطي، شهدت الانتخابات صعودًا غير مسبوق للحزب اليميني المتطرف (AfD) الذي حصل على 20% من الأصوات، مما يمنحه تأثيرًا كبيرًا في البرلمان الجديد.

ويرى فراس أن هذا التطور قد يعقد أوضاع اللاجئين: “مع وجود 152 نائبًا من اليمين المتطرف في البرلمان، سيكون لهم دور في صياغة القوانين الجديدة، هذا يعني أن أي قرارات متعلقة باللاجئين ستواجه ضغطًا كبيرًا لتكون أكثر تشددًا، وقد نشهد قرارات جديدة تسرّع عمليات الترحيل أو تقيّد فرص الحصول على الجنسية والإقامة الدائمة.”

السيناريوهات المحتملة

بحسب النتائج، فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو تشكيل ائتلاف حكومي بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو ما قد يخفف من بعض السياسات المتشددة تجاه اللاجئين.

لكن فراس يونس يشير إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الأمور ستكون سهلة على اللاجئين: “حتى لو تحالف ميرتس مع الاشتراكيين، فإن الخط العام للحكومة سيكون باتجاه تقليل عدد اللاجئين والتشديد على شروط الإقامة، والأجواء العامة في ألمانيا تتجه نحو مزيد من الرقابة على الهجرة، وهذا سيؤثر حتمًا على السوريين.”

ماذا بعد؟

مع بدء الحكومة الجديدة مهامها، يترقب اللاجئون السوريون ما إذا كانت هذه التصريحات ستتحول إلى قرارات تنفيذية صارمة، وبالنسبة لفراس يونس، فإن الحل الوحيد هو الاندماج السريع في المجتمع وسوق العمل لتقليل المخاطر: “الوضع يتغير، ومن لا يعمل أو لا يندمج سيكون عرضة لمشاكل كبيرة في المستقبل، والحكومة ستبحث عن طرق للحد من عدد اللاجئين، وأفضل طريقة لحماية نفسك هي أن تكون جزءًا من المجتمع الألماني، سواء عبر العمل أو الدراسة أو المساهمة في الاقتصاد.”

وفوز فريدريش ميرتس لا يعني فقط تغييرًا في قيادة ألمانيا، بل قد يحمل معه مرحلة جديدة من التشدد في سياسات اللجوء، وهو ما يضع اللاجئين السوريين أمام تحديات كبيرة تتطلب استعدادًا لمواجهة مستقبل أكثر صعوبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights