نهر النيل.. نبض الحياة الذي يشق صحراء الشيخ زايد
وسطاء عقاريون: نهر النيل لن يقتصر على المعادي والزمالك وجاردن سيتي بعد اليوم

تحقيق: غادة عصفور
أصبح الوسطاء العقاريون هم حلقة الوصل الأهم بين العملاء والشركات المطوّرة، فهم الأقدر على رصد تطلعات العملاء والإجابة عن أبرز تساؤلاتهم بشأن فكرة إقامة مشروعات سكنية في منطقة الشيخ زايد، خاصة مع دخول مجرى نهر النيل الذي يشق الصحراء، ليمنح تلك المنطقة حياة جديدة في إطار رؤية عمرانية مبتكرة بمحافظة الجيزة.
وقد استضافت جريدة “اليوم” عددًا من المستشارين العقاريين بصفتهم اللاعب الأساسي في عمليات البيع والشراء المتعلقة بمشروع “جريان” والمشروعات المستقبلية كافة المطلة على ضفاف النيل في الشيخ زايد، حيث رصدنا من خلالهم تطلعات العملاء وردود أفعالهم فور الإعلان عن دخول نهر النيل إلى هذه المناطق الجديدة.
يقول أحمد الرفاعي، مستشار عقاري: “لقد جذبت فكرة المشروع اهتمام عدد كبير من العملاء الراغبين في الشراء والاستثمار العقاري، فلم يعد نهر النيل حكرًا على المعادي والزمالك وجاردن سيتي، بل امتد إلى مناطق جديدة. وقد استقبل العملاء هذه الفكرة بترحيب واسع، وأبدوا فضولًا كبيرًا للتعرف على تفاصيل المشروع وفرص الاستثمار فيه. إلا أن بعض العملاء أبدوا مخاوف بشأن جدية التنفيذ، ومدى توافقه مع الصورة التسويقية المطروحة حاليًا من قبل الشركات العقارية.”
وأضاف الرفاعي: “هذه الفكرة تعود لعدة سنوات مضت، لكنها لم تُنفذ حينها، وأُعلن عن تنفيذها مؤخرًا مع انطلاق الأعمال التنفيذية الجادة. وقد تم بالفعل حفر فرع جديد لنهر النيل يمتد من دلتا النيل بمحاذاة محافظة القليوبية حتى منطقة الشيخ زايد الجديدة، باستخدام شبكة من المواسير ومحطات الرفع يبلغ طولها نحو 200 كيلومتر، تتضمن 15 محطة رفع لضمان وصول المياه إلى المنطقة.”
وأوضح أن الهدف الأساسي للمشروع يتمثل في الاستصلاح الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل المستوردة، على أن يُستخدم العائد من المشروعات السكنية لتمويل هذا الاستصلاح. وتقوم ثلاث شركات مطوّرة بالبناء والتسويق للمشروع.
وأشار الرفاعي إلى أن شركتي “بالم هيلز” و”ماونتن فيو”، المعروفتين في مجال التطوير العقاري، تقودان المشروع، وانضمت إليهما شركة “نيشنز أوف سكاي” التي تدخل هذا المجال لأول مرة. ويقام المشروع على مساحة 1400 فدان في المرحلة الأولى، في حين تمتد المساحة الإجمالية إلى 2500 فدان يجري فيها نهر النيل بشكل كامل. يقع المشروع على طريق الضبعة، ويتقاطع مع الطريق الدائري الأوسطي، بالقرب من شركات ومشروعات كبرى مثل إعمار، سوديك، وأورا.
وحول أبرز تساؤلات العملاء، أوضح الرفاعي أن أغلب المخاوف تتعلق بمساحة نهر النيل، وعرضه، والشكل النهائي للمشروع، وآليات التنفيذ، ومواعيد التسليم. كما لم تُعلن بعد الرسومات التنفيذية أو الأسعار الرسمية أو أنظمة السداد، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن أسعار الوحدات قد تبدأ من 8 ملايين جنيه للشقق المكوّنة من غرفتين، بمساحة تتراوح بين 115 و120 مترًا مربعًا. ويتوقع أن توفر الشركات تسهيلات في أنظمة السداد قد تصل إلى 10 أو 12 سنة لتشجيع العملاء على الشراء.
وتابع: “في اعتقادي، لن تكون أسعار المرحلة الأولى مرتفعة، نظرًا لحداثة المنطقة، مما يمنح المطوّرين فرصة لزيادة الأسعار تدريجيًا في المراحل التالية. وفي الوقت نفسه، لن تكون الأسعار منخفضة للحفاظ على الطابع الراقي للمجتمع السكني.”
وأشار إلى أن باب الحجز قد فُتح من خلال تقديم شيكات مصرفية لإثبات جدية الحجز، حيث حددت شركة “ماونتن فيو” مبلغ 50,000 جنيه مصري، بينما حددت “بالم هيلز” 100,000 جنيه مصري للحجز. ومن المتوقع أن تنتهي مرحلة الحجز بالشيكات المصرفية عقب عيد الأضحى مباشرة.
من جهته، قال سرجيو أشرف عزيز، أحد شركاء شركة “كونكت هومز” للتسويق العقاري، إن فكرة مد نهر النيل إلى منطقة الشيخ زايد أعيد إحياؤها مؤخرًا، وقد بدأ تنفيذ المشروع فعليًا منذ نحو ثلاث سنوات. ويُعد مشروع “جريان” هو الأشهر حاليًا في هذه المنطقة، وقد اختير هذا الاسم نسبةً إلى مجرى نهر النيل. وأكد أن المشروع يُعد بمثابة مشروع قومي.
وأشار إلى أن الشركات المطورة بدأت بفتح باب الحجز عبر شيكات مصرفية، وقد جمعت شركة “ماونتن فيو” أكثر من 2000 شيك، بينما جمعت “بالم هيلز” أكثر من 1000 شيك، في حين بدأت أعمال الإنشاء فعليًا، ومن المتوقع أن يتم تسليم المرحلة الأولى خلال أربع سنوات تقريبًا.
وأكد سرجيو على الإقبال الكبير من العملاء للتعرف على المشروع، وأعرب عدد منهم عن سعادتهم بوصول نهر النيل إلى هذه المنطقة الجديدة، وعدم اقتصاره بعد اليوم على مناطق وسط المدينة.
من جانبها، ترى نورة محمود، مستشارة عقارية ومستثمرة، أن دخول نهر النيل إلى المنطقة يمثل فكرة رائعة وتطويرًا مبتكرًا للرؤية السكانية، سيسهم في تنمية هذه المناطق وجذب السكان إليها. لكنها أشارت إلى أن عمليات الإنشاء ستستغرق وقتًا طويلاً، كما أن بعض العملاء يبدون مخاوف من ارتفاع التكلفة.
وأعربت نورة عن أمنيتها بأن تكون مساحة عرض نهر النيل كبيرة، وألا يكون مجرد فرع صغير، كما طالبت بأن تهتم الشركات المطورة بإنشاء مراكز تجارية ومقاهٍ مطلة على النهر، لتوفير أماكن ترفيهية للسكان.
وحول جنسيات العملاء المهتمين بالمشروع، أوضحت أن الغالبية من الجنسيات العربية، ممن يسعون للاستثمار في منطقة جديدة تطل على النيل، وقد نالت الفكرة إعجابهم، مؤكدة أن استفساراتهم تدور حول ثلاثة أسئلة رئيسية: التكلفة، المساحة، وموعد الاستلام.
أحمد الرفاعي