“رصاص الفتنة” ينهي حياة 4 أفراد من أسرة واحدة بسبب خلاف زراعي بأسيوط
في ليلةٍ حالكة، تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن أسيوط بلاغًا مُفزعًا عن وقوع مشاجرة دامية، بقرية الشامية التابعة لمركز ساحل سليم، على الفور هرع الضباط والمُسعفون إلى موقع الحادث، حيث تفاجؤوا برؤية مشهد مروع.. 4 جثث ملقاة على الأرض، ودماء تسيل كما لو كانت نهرًا من الحزن؛ لم يكن أحد يتخيل أن خلافات حول قطعة أرض صغيرة قد تؤدي إلى هذا الدمار..
4 جثث من أسرع واحدة:
في قلب قرية الشامية التابعة لمركز ساحل سليم، حيث ينساب النهر بلطف بين الحقول، ويشدو العصافير في الصباح الباكر، وقعت مأساة غير متوقعة حولت تلك السكينة إلى جحيم.. كانت الأرض، التي لطالما كانت رمزًا للخصوبة والتعاون، محور نزاع دموي بين ثلاثة أشقاء، لتنتهي حياة أربعة أفراد من عائلة واحدة، وسط صرخات استغاثة لم تُسمع..
دماء الأخوة تُسفك بسبب الأرض:
سردت روايات الشهود أن الخلافات بدأت عندما تجادل الأشقاء “سمير” و”شريف” و”حسني” حول تقسيم الأرض الزراعية، تلك الأرض التي كانت مصدر قوتهم، لكنها تحولت إلى مصدر فرقة و دمار وشؤم .. تجري الأمور بسرعة، ليأخذ الصراع شكلًا عنيفًا، حيث تبادل الأخوة إطلاق النيران، مُحطمين بذلك روابط الدم والألفة التي جمعتهما لسنوات طويلة.
بينما كانت رائحة البارود لا تزال في الهواء، كان الأهالي يشهدون كيف انقلبت أحلام العائلة إلى كابوس؛ “لقد كانوا يجلسون معًا في المناسبات، وكانت ضحكاتهم تعلو في كل بيت”، يقول أحد الجيران، وهو يهز رأسه في أسى. “كيف يمكن لأخ أن يُطلق النار على أخيه؟
وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، فكانت المعاينة تُظهر دمارًا لا يُمكن تخيله. جثث “سمير” و”شريف” و”حسني”، بالإضافة إلى نجل “سمير” “عبدالرحمن”، سقطت على الأرض في مشهدٍ يعكس قسوة الحياة وعدم إنسانية الصراع. لم تكتفِ تلك الليلة بأخذ أرواحهم، بل أطفأت أيضًا شعلة الأمل في قلوب الكثيرين.
تساؤلات عدة طرحت نفسها: كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ هل كان يمكن تجنب تلك المأساة؟ ومع استمرار التحقيقات، تركت تلك الجريمة الأليمة أثرًا لا يُمحى في ذاكرة القرية، هل ستعود الحياة إلى طبيعتها، أم ستبقى تلك الحادثة درسًا قاسيًا في كيفية أن يتحول الخلاف البشري إلى جريمة تفتك بالأرواح، وتُبدد الروابط الأسرية إلى الأبد.