في عيد الفلاح..الرصد والإنذار المبكر أمرا أساسيا لمنع الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود
الأمراض النباتية العابرة للحدود تعيق التنمية المستدامة لإنتاج المحاصيل
إن النبات حيوان حي يتنفس يأخذ ثاني أكسيد الكربون من حوله، ويطلق الأكسجين وينشره، وهو من خلق الله تعالى مثله كمثل الإنسان، ولكي ينمو النبات بشكل سليم وصحي فهو يحتاج إلى عوامل كثيرة تساعده على البقاء، ومن هذه العوامل الحرارة والماء والتربة والضوء والعناية والحماية المناسبة لهذه النباتات.
وهذا التقرير يسلط الضوء على كيفية حماية النبات:-
مفهوم وقاية النبات
يعد مفهوم الوقاية هو دراسة الحشرات من حيث التشريح الداخلي ، والشكل الخارجي ووظائفه وملحقات جسمه وتعديلاته لتتلاءم مع ظروف المعيشة ، حيث تدرس الحشرات سلوك الحشرات ورتبها والعوامل البيئية المؤثرة عليها عن أعداد الحشرات والنباتات والمنتجات النباتية التي تتعرض لها ، حيث تتعرض باستمرار للهجوم من قبل الكائنات الضارة مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والحشرات والأعشاب الضارة وغيرها، وعلى الرغم من ترسانة المكافحة المعتمدة، فإن هذه الآفات تشكل سبباً رئيسياً للخسارة في محصول المنتجات الزراعية المخصصة للغذاء أو الأعلاف، لذلك، فإنها تهدف إلى نشاط وقاية النبات من بين أمور أخرى إلى تحديد المكونات الزراعية ، و ترتبط البيولوجيا ارتباطاً وثيقاً بصحة الأنواع النباتية وتتمثل في دور وقاية النبات في تنفيذ كافة الوسائل القانونية والإدارية والفنية واللوجستيات المتاحة لحماية صحة النباتات والمنتجات النباتية، على وجه الخصوص ،تلك الخاصة بالنباتات المزروعة.
إجراءات وقاية النبات
ولهذه الغاية، فإن الإجراءات الرئيسية التي يتم تنفيذها بموجب صلاحيات إدارة وقاية النبات هي كما يلي: ضمان صحة النبات على الحدود وداخل الأراضي الوطنية ، و إعداد وتنفيذ التدابير القانونية أو الفنية المتعلقة بصحة النباتات والمنتجات النباتية ومكافحة العناصر الضارة بالمحاصيل.
ضمان المراقبة
الصحة النباتية للمحاصيل وضمان الممارسات الزراعية الجيدة ، تقديم المساعدة الفنية للمزارعين بشأن تطور الآفات الزراعية وإعطاء المشورة بشأن التدخل والممارسات الزراعية الجيدة ، تعزيز أساليب مكافحة آفات المحاصيل ، الموافقة على المدخلات الكيميائية ودعم المحاصيل ، الموافقة على المنشآت التي تصنع أو تستورد أو توزع أو تبيع المدخلات الكيميائية والرقابة عليها ، تقديم خدمات السكرتارية للجنة المبيدات الزراعية وتطوير وتنفيذ تدابير مكافحة الجراد والقوارض ، تنفيذ التدابير الصحية النباتية للغابات ، مراقبة معدات تطبيق المبيدات المخصصة للاستخدام الزراعي ، تقييم المخاطر وتحديد خيارات إدارة المخاطر والأزمات وضمان تنفيذها ، المشاركة في الأنشطة المعيارية على المستويين الوطني والدولي ، تقديم خدمات السكرتارية لهياكل التنسيق فيما يتعلق بمناطق وقاية النبات التي ترأسها وزارة الزراعة ونقاط الاتصال المغربية مع المنظمات الدولية.
طرق التعامل مع الأزمات
أكد المهندس الزراعي علي حسن أثناء حواره مع موقع وجريدة «اليوم الإخباري»، أن الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود تشكل عقبات رئيسية أمام التنمية المستدامة لإنتاج المحاصيل، وخاصة في المناطق الريفية الفقيرة، وأن مكافحتها تتطلب التنسيق على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية.
وأضاف أن الرصد والإنذار المبكر عاملان أساسيان للوقاية من الآفات والأمراض النباتية ، حيث يوفر نظام الرصد والإنذار المبكر للجراد الصحراوي العابر للحدود في مقر منظمة الأغذية والزراعة بعاصمة “روما ” توقعات وتحذيرات ، ويمكن تكييف الأدوات المتخصصة لتحديد حالة التهديد، والتي تم تطويرها خصيصا، لتسجيل البيانات الميدانية والمعلومات الجغرافية الموحدة ونقلها لتحليل بيانات الجراد، لتناسب الآفات ، وغيرها من الأمراض النباتية العابرة للحدود.
الطرق الزراعية للوقاية
وقال المهندس الزراعي علي حسن أن الطرق الزراعية من الوسائل المهمة لمكافحة أمراض النبات وتهدف إلى القضاء على الطفيليات التي تتعرض لها النباتات تحت ظروف الحقل.
وتطبق الطرق الزراعية بعدة طرق منها:
اتباع دورة زراعية مناسبة
فعند تصميم الدورة الزراعية يراعى عدم تعرض المحاصيل المتعاقبة للإصابة بنفس الأمراض، حيث تساعد هذه الطريقة في الحد من انتشار المسببات المرضية التي لا تستطيع العيش في غياب عوائلها لفترة طويلة.
وأضاف أنه يجب تجنب اختيار الأرض المناسبة للحصول عليها، حيث يتم تجنب الزراعة في الأراضي سيئة الصرف أو الضعيفة أو القلوية أو المالحة، والتي لا تصلح لزراعة محاصيل معينة لا تزدهر فيها.
كما أن اتباع طرق ومواعيد الزراعة المناسبة يمكن أن يقلل من فرصة إصابة النبات أو العمل على الإفلات من الإصابة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ، مثل :
الاعتدال في الري وتنظيمه
الاعتدال في الري وتنظيمه يأتي حسب احتياجات المحصول لأن زيادة الري عن حاجة النبات يضعف الجهاز الجذري للنباتات ويعرضها للإصابة بالأمراض، كما أن ارتفاع رطوبة التربة مناسب لنمو العديد من مسببات الأمراض النباتية .
التسميد المناسب
من حيث نوع وكمية الأسمدة، فإن الإفراط في التسميد بالأسمدة النيتروجينية يزيد من النمو الخضري ويقلل من سمك طبقة البشرة في النبات ، مما يجعل النباتات أكثر عرضة للأمراض أثناء التسميد ، البوتاسيوم والفوسفور يجعلان النباتات أكثر مقاومة للأمراض ويزيل حرق وقتل الحشائش، حيث أن الحشائش تؤوي العديد من مسببات الأمراض ، وهي ممرضة وتعتبر عائلاً مشتركاً لها، حيث تنافس المحصول على غذائهوتضعفه و تصيبه بأمراض مختلفة، وتعتبر عملية إزالة العائل المصاب والطفيلي في نفس الوقت من الطرق الزراعية.
و من المهم التخلص من المرض بكفاءة وقد تم استخدام هذه الطريقة مقاومة مرض تقرح الموالح بنجاح ويتم اتباع هذه الطريقة أيضًا مع علاج بعض الأمراض الفيروسية مثل مرض تورد القمة في الموز حيث يتم اقتلاع النباتات المصابة وإزالتها للقضاء على المرض.
الطرق البيولوجية للوقاية
وأشار حسن إلى أن المقاومة البيولوجية تعتمد على استخدام بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الطبيعة للقيام بعمل ضد نمو الطفيليات المسببة للأمراض وخاصة تلك التي تعيش مسبباتها في التربة وذلك للتخلص منها أو تقليل تأثيرها الضار ومن أمثلة ذلك استخدام الفطريات المضادة حيث وجد أن بعض الفطريات يمكنها التطفل على فطريات أخرى مسببة للأمراض في التربة بالنسبة للنبات، وباستخدام البكتيريا المضادة وجد أن إضافة معلق من بكتيريا Bacillus subtilis أدى إلى مقاومة ناجحة للعديد من الأمراض، وهناك أيضاً أنواع من البكتيريا يمكن استخدامها بنجاح لمقاومة النيماتودا المسببة للأمراض للنبات وخاصة نيماتودا عقد الجذور، وباستخدام الفيروس البكتيري (البكتريوفاج) وهذا يمكنه التطفل على العديد من أنواع البكتيريا المسببة للأمراض للنبات وهذا النوع من المقاومة البيولوجية يبشر بمستقبل جيد في مقاومة العديد من الأسباب البكتيرية المسببة للأمراض باستخدام الفطريات لمقاومة النيماتودا ، حيث يوجد بعض الفطريات التي لا تسبب أمراض النبات وتعيش في التربة والتي يمكنها اصطياد الديدان الخيطية و افتراسها وتغيير ظروف التربة لتصبح أكثر ملاءمة للنبات وأقل ملاءمة للكائنات المسببة للأمراض.
الطرق الكيميائية للوقاية
وأشار علي حسن إلى أن المقاومة الكيميائية تحتل الصدارة بين الطرق المختلفة للمقاومة بسبب تأثيرها السريع وفعاليتها طويلة الأمد وسهولة تنفيذها، وتتم المقاومة الكيميائية باستخدام المركبات الكيميائية التي يمكنها تقليل أو قتل أو منع نمو وإنبات الطفيليات، ومن أمثلة ذلك مركبات الكبريت، فهناك العديد من أشكال الكبريت التي تستخدم بنجاح في برامج مكافحة أمراض النبات عن طريق رش أسطح النباتات أو في معالجة البذور ، مثل الكبريت المطحون، أو رش النباتات، مثل الكبريت الميكروني، والكبريت القابل للبلل، والكبريت الغروي، ومركبات الكبريتات العضوية، بالإضافة إلى مركبات النحاس، فهناك العديد من مركبات النحاس التي تستخدم كمبيدات لمكافحة والوقاية من العديد من مسببات الأمراض النباتية، ومبيدات الفطريات الجهازية، فهناك العديد من المجموعات الكيميائية التي لها تأثير جهازي على مسببات الأمراض وتسمى معالجات كيميائية لقدرتها على الوصول إلى مسببات الأمراض داخل النبات والقضاء عليها وتوفير الحماية للنبات من الإصابة الجديدة.
كما توجد المضادات الحيوية وهي عبارة عن مركبات كيميائية تفرزها الكائنات الحية مثل البكتيريا والفطريات وبعض النباتات العليا ولها تأثير سام ضد العديد من مسببات الأمراض الأخرى.
وتستخدم الغازات والأبخرة الكيميائية لتطهير وتعقيم التربة ومنها غاز” الفورمالديهايد ” والذي يتوفر تجاريا على شكل محلول فورمالين 40% ويستخدم المحلول المخفف لتطهير التربة في البيوت الزجاجية والمساحات الصغيرة والمستودعات ،الآلات الزراعية والأواني ،كما يوجد مركب بروميد الميثيل وهو غاز سائل عديم اللون ، رائحته أثقل من الهواء ويتميز بتأثيره القوي ونفاذيته العالية.