منصة عالمية من إسلام آباد لدعم تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة

برعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني، السيد محمد شهباز شريف، أطلقت رابطة العالم الإسلامي مبادرة عالمية جديدة لدعم تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة.
جاءت هذه الخطوة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث دشنت منصة الشراكات الدولية، التي تُعد الأكبر من نوعها، وتهدف إلى جمع التحالفات بين المنظمات الأممية والحكومية والأهلية الإسلامية والدولية لتفعيل التعليم كأداة تنموية رئيسية.
مبادرة مستوحاة من وثائق مكة المكرمة
تأتي هذه المبادرة امتداداً للرؤية الإصلاحية التي تبنتها وثيقة مكة المكرمة، ووثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية.
جرى إعداد الوثيقتين بمؤتمرين دوليين انعقدا تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
قد حظيت الوثيقتان بدعم قوي من منظمة التعاون الإسلامي، ما تمخض عنه توقيع عدة مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الإسلامي في مجالات التعليم والتنمية.
تسعى منصة الشراكات الجديدة إلى ترجمة مضامين هذه الوثائق إلى مشاريع عملية ملموسة، تركِّز على إزالة الحواجز التي تعيق تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة، وتقديم الدعم اللازم لتطوير هذا القطاع بما يتماشى مع القيم الإسلامية الأصيلة.
انطلاق المؤتمر العالمي في يناير 2025
ستُدشن منصة الشراكات الدولية رسمياً خلال المؤتمر العالمي الذي يحمل عنوان “تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة التحديات والفرص”.
يُعقد المؤتمر في الفترة من 11 إلى 12 يناير 2025، بالشراكة بين رئاسة الوزراء الباكستانية ورابطة العالم الإسلامي، وبحضور ممثلين من منظمات أممية، وحكومات، ومنظمات إسلامية، إضافةً إلى كبار القيادات الدينية والفكرية والإعلامية ونشطاء المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.
يهدف المؤتمر إلى التصدي للمفاهيم المغلوطة التي تعرقل تعليم الفتيات وإيجاد حلول فعّالة لتحديات هذا المجال، مع التركيز على دعم الفتيات في المجتمعات التي تعاني من ضعف الموارد أو التحديات الثقافية والاجتماعية. كما يقدم المؤتمر رسالة إسلامية واضحة للعالم، بأن الدين الإسلامي الذي يُعرف بتشجيعه على العلم والحضارة، يدعم بشكل قاطع تمكين الفتيات من التعليم.
تصحيح المفاهيم وتفعيل المبادرات
أكدت رابطة العالم الإسلامي أن المؤتمر سيعمل على إطلاق مبادرات متعددة تهدف إلى مواجهة التحديات الرئيسية التي تعيق تعليم الفتيات، مثل الفقر، والتقاليد الاجتماعية المعوقة، ونقص الموارد التعليمية.
كما سيتم وضع خطط استراتيجية لاغتنام الفرص المتاحة لتحسين منظومة التعليم، بما يتيح للمرأة المسلمة أداء دورها الكامل في بناء مجتمعاتها.
أشار المنظمون إلى أن هذه المبادرة تنطلق من التزام الرابطة بتعزيز القيم الإسلامية الداعمة للعلم والتنمية، وتفعيلاً لمضامين وثائق مكة المكرمة التي شددت على أهمية الاستثمار في التعليم كركيزة أساسية للنهوض بالمجتمعات.
رسالة إسلامية عالمية من إسلام آباد
شدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، على أن الإسلام يدعم كافة الجهود الرامية إلى تمكين الفتيات من التعليم.
أكد أن أي ممارسات تعيق هذا الحق، سواء كانت فردية أو جماعية، لا تمثل تعاليم الإسلام الحقيقية.
أضاف أن هذا المؤتمر يمثل دعوة مفتوحة للعالم الإسلامي والمجتمع الدولي للتعاون من أجل تعزيز فرص التعليم للفتيات، بما يعكس صورة الإسلام كدين حضاري يكرّس قيم العدالة والمساواة.
خطط مستقبلية ومخرجات مرتقبة
من المتوقع أن يثمر المؤتمر عن إطلاق مجموعة من المشاريع والمبادرات التعليمية التي تركز على تمكين الفتيات، خاصةً في المناطق التي تعاني من النزاعات أو التحديات الاقتصادية.
ستعمل هذه المبادرات على توفير الدعم المادي والتقني للمؤسسات التعليمية، وتحفيز المجتمعات المحلية على تبني ثقافة تعليمية شاملة.
كما تخطط رابطة العالم الإسلامي إلى مواصلة التنسيق مع الحكومات والمؤسسات الدولية لضمان استدامة هذه المشاريع، وجعلها نموذجاً يُحتذى به في التعاون الدولي لدعم التنمية البشرية.
بهذه الخطوة الطموحة، تؤكد رابطة العالم الإسلامي على التزامها بدورها الريادي في تمكين المجتمعات الإسلامية من خلال التعليم، وتعزيز قيم المساواة والتنمية بما يتماشى مع روح الإسلام وتعاليمه السمحة.