إيران تفاجئ العالم بدمج إس-300 وباور 373 في مناورات اقتدار 1403
إيران تنجح في دمج وتشغيل منظومتي الدفاع الجوي "إس-300" و"باور 373" لأول مرة

نجح خبراء الدفاع الجوي الإيراني لأول مرة في دمج وتشغيل منظومتي الدفاع الجوي بعيدتي المدى “إس-300″ الروسية و”باور 373” الإيرانية في إطار المرحلة الثانية من مناورات “اقتدار 1403”. ووفقًا لوكالة فارس، تمكنت منظومة “باور 373” من إسقاط هدف معادٍ بعد تحديده من قِبل شبكة الدفاع الجوي المتكاملة في إيران.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه المناورات تميزت بوجود منظومتي “إس-300″ و”باور 373” بشكل متزامن، مع تحقيق تكامل عملياتي بينهما للتصدي للأهداف ذات الارتفاعات العالية. ويشكل هذا التكامل خطوة كبيرة في تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية، حيث تمتلك كل منظومة برمجيات وأجهزة تشغيل خاصة بها، مما يجعل التنسيق بينهما تحديًا تقنيًا كبيرًا.
“إس-300″ و”باور 373”: درع إيران الجوي
تُعتبر منظومة الدفاع الجوي “إس-300 PMU2” من الأنظمة الروسية بعيدة المدى، والتي تسلمتها إيران في منتصف العقد الماضي بعد تأخير طويل. وتُصنف ضمن أفضل أنظمة الدفاع الجوي عالميًا، حيث تختلف جوهريًا عن نظيراتها الغربية مثل “باتريوت” و”ثاد” بسبب تقنياتها الشرقية المتقدمة.
أما منظومة “باور 373″، فقد تم تطويرها محليًا في إيران على مدار عقد من الزمن، وجاءت استجابةً للعقوبات التي منعت تسليم “إس-300” في حينها. وتتميز المنظومة الإيرانية بقدراتها الفريدة، حيث تم تصميمها لتكون بديلاً استراتيجياً للأنظمة الدفاعية المستوردة.
التكامل التشغيلي بين المنظومتين
أكدت وكالة “فارس” أن دمج المنظومتين يعزز من فاعلية شبكة الدفاع الجوي المتكاملة لإيران، حيث لكل منظومة دور محدد في التصدي للتهديدات الجوية. وتعمل شبكة الدفاع الجوي الإيرانية وفق استراتيجية “التوجيه المركزي والتنفيذ اللامركزي”، مما يسمح لجميع الأنظمة المتصلة بها بالعمل بشكل منسق دون الحاجة إلى تدخل منفصل لكل منظومة.
وتضم هذه الشبكة الدفاعية قوتين رئيسيتين: دفاع الجيش الإيراني والدفاع الجوي التابع للقوة الجوفضائية للحرس الثوري، حيث تمتلك كل جهة أنظمة دفاعية خاصة بها، مع وجود بعض المنظومات المشتركة. ويساهم هذا التنوع في توفير تغطية دفاعية أكثر شمولًا للأجواء الإيرانية.
إنجاز تقني وسط التحديات
على الرغم من التحديات التقنية التي يفرضها التنسيق بين منظومتين مختلفتين من حيث التصميم والبرمجيات، تمكن خبراء الدفاع الإيرانيون من تحقيق هذا التكامل، ما يمثل إنجازًا لقطاع الدفاع المحلي. ويعكس هذا التطور سعي إيران لتعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة أي تهديدات محتملة، مع استمرارها في تطوير أنظمة دفاعية محلية تحاكي أو تتفوق على الأنظمة المستوردة.
يُعدّ نجاح إيران في دمج منظومتي “إس-300″ و”باور 373” خطوة استراتيجية لتعزيز منظومتها الدفاعية الجوية، مما يزيد من قدرتها على مواجهة التهديدات الجوية الحديثة. ومع استمرار تطوير هذه الشبكة المتكاملة، يبقى السؤال حول مدى فاعلية هذا التكامل في بيئات القتال الحقيقية، وما إذا كان سيؤدي إلى تعزيز الموقف الدفاعي الإيراني في المستقبل.