«تسمم أم كوليرا» شبحًا صحيا بلا هوية يضرب صحة أسوان
تشهد محافظة أسوان، حالة من التوتر والخوف إثر تفشي أعراض مرضية غامضة بين السكان، بدأت الحالات في الظهور منتصف شهر سبتمبر 2024، حيث أصيب العشرات بنزلات معوية شديدة، مما أثار قلقاً واسعاً حول مصدر هذه الأعراض وخطورتها على الصحة العامة.
البداية والأعراض:
ظهرت الحالات الأولى في قرى بمحافظة أسوان، حيث نقل المرضى إلى مستشفيات محلية يعانون من أعراض تشمل الإسهال الشديد، القيء، وآلام المعدة، هذه الأعراض دفعت البعض للاعتقاد بوجود تلوث في مياه الشرب، بينما تحدث آخرون عن احتمال انتشار عدوى فيروسية خطيرة.
وقد بلغ عدد الحالات المسجلة في المستشفيات المحلية ما يزيد عن 63 حالة، ثم انخفض لاحقاً إلى حوالي 25 حالة بعد تدخل وزارة الصحة.
تحرك وزارة الصحة:
استجابت وزارة الصحة بسرعة بإرسال فريق من الخبراء من قطاع الطب الوقائي إلى أسوان، بهدف الوقوف على أسباب هذه الأعراض الغامضة، وأجرى الفريق عدة فحوصات شاملة لمياه الشرب في أكثر من 103 محطة، إضافة إلى تحليل عينات مأخوذة من منازل المرضى والباعة الجائلين الذين يبيعون الطعام في الشوارع.
وأكدت نتائج الفحوصات الأولية عدم وجود تغيرات ميكروبيولوجية أو بكتيريا خطيرة في المياه، مما يعني أن تلوث مياه الشرب لم يكن هو السبب وراء هذه الحالات ، بالإضافة إلى ذلك، لم تظهر أي مؤشرات على وجود بكتيريا خطيرة في الأطعمة التي تم أخذ عينات منها.
تصريحات المسؤولين:
في تصريحات رسمية، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار أن الوزارة تعمل بشكل علمي ومنهجي لتحديد السبب الدقيق وراء هذه الحالات المرضية، مضيفاً أن الوزارة لا تزال تجمع المعلومات وتراقب الوضع عن كثب.
وأشار إلى أن أغلب الحالات ربما تكون ناجمة عن فيروسات موسمية تتفشى عادة في فصل الصيف، أو بسبب تناول أطعمة ملوثة من الباعة الجائلين، وهي حالات ليست جديدة في مثل هذه الفترة.
الاحتياطات والنصائح:
قدمت وزارة الصحة نصائح للسكان للوقاية من الإصابة، من بينها غسل اليدين بانتظام، طهي الطعام جيداً، غسل الفواكه والخضروات بشكل صحيح، وتجنب تناول الأطعمة من الباعة الجائلين.
كما أكدت الوزارة أن مياه الشرب في أسوان آمنة وصالحة للاستهلاك، وأنها تراقب جودة المياه باستمرار.
ردود فعل الأهالي:
تفاوتت ردود الفعل في أسوان بين القلق والتهدئة، حيث عبر بعض الأهالي عن مخاوفهم من تفشي وباء خطير، في حين طمأنت السلطات الصحية السكان بأن الوضع تحت السيطرة.
ورغم ذلك، استمرت الشائعات حول انتشار الكوليرا أو أمراض خطيرة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، مما زاد من حالة القلق.
رغم أن الوضع الصحي في أسوان لا يزال تحت المراقبة، تشير الدلائل الأولية إلى أن المرض الغامض مرتبط بعوامل موسمية أو تلوث طعام وليس بمشكلة في مياه الشرب، ومع تحسن بعض الحالات، تستمر الجهود الحكومية لتحديد الأسباب الحقيقية لهذه الأعراض وضمان عدم تكرارها، مع تقديم الدعم الكامل للمتضررين والتوعية بسبل الوقاية.