تقارير-و-تحقيقات

فضل شهر رمضان.. لماذا يُعد أفضل شهور السنة؟

كيف نستثمر أيام رمضان في تحقيق التغيير الحقيقي؟

يحل علينا شهر رمضان المبارك بروحانيته ونفحاته الإيمانية، حاملاً معه الخير والبركة، فهو شهر الصيام والقيام، وشهر القرآن والرحمة والمغفرة. إن هذا الشهر الكريم ليس مجرد فترة زمنية تمتد لثلاثين يومًا، بل هو مدرسة إيمانية تهذب النفوس وتطهر القلوب وتغرس القيم السامية في المجتمع.

رمضان وشرف نزول القرآن

لشهر رمضان مكانة عظيمة في الإسلام، فقد خصّه الله بفضل عظيم، حيث أنزل فيه كتابه الكريم، القرآن العظيم، الذي هو مصدر الهداية والنور للبشرية، قال الله تعالى:
“شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” (البقرة: 185).
إن نزول القرآن في هذا الشهر المبارك يجعل منه شهر العلم والتدبر، حيث يحرص المسلمون على قراءة القرآن وختمه، مدركين أنه مصدر النور والهداية في حياتهم.

ليلة القدر: خير من ألف شهر

من أعظم فضائل رمضان أن فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تعادل عبادة أكثر من 83 عامًا، قال تعالى:
“ليلة القدر خير من ألف شهر” (القدر: 3).
وفي هذه الليلة المباركة، تتنزل الملائكة بالخير والبركة، ويكون الدعاء فيها مستجابًا، ولذلك يسعى المسلمون جاهدين لاغتنام هذه الفرصة الذهبية، بالإكثار من الصلاة، والقيام، وقراءة القرآن، والاستغفار، سائلين الله القبول والمغفرة.

الدعوة المستجابة في رمضان

من كرم الله على عباده في رمضان أن جعل لهم فرصة عظيمة لاستجابة الدعوات، فقد قال النبي ﷺ:
“ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم” (رواه الترمذي).
وهذا يعني أن دعاء الصائم خلال يومه وقبل إفطاره مستجاب، مما يحث المسلمين على الإكثار من الدعاء، سواء لأنفسهم أو لأحبائهم أو لأمتهم، سائلين الله التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.

رمضان شهر الرحمة والتكافل الاجتماعي

رمضان ليس شهر الصيام فحسب، بل هو شهر الرحمة والتواصل والتكافل الاجتماعي، حيث يشعر المسلمون بمعاناة الفقراء والمحتاجين، ويتسابقون إلى أعمال الخير والبر والإحسان. فالصيام يعزز الشعور بالجوع والعطش، مما يذكّر الإنسان بمعاناة الفقراء، فيدفعه ذلك إلى التصدق والإحسان، وهو ما يعكس الروح الحقيقية لهذا الشهر الفضيل.

رمضان فرصة لتطهير النفس

الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب للنفس على ضبط الشهوات والابتعاد عن المحرمات، فقد قال النبي ﷺ:
“من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” (رواه البخاري).
وهذا يوضح أن الصيام يجب أن يكون شاملاً لكل الجوارح، بحيث يمتنع الصائم عن الغيبة والنميمة والكذب وسوء الأخلاق، ويسعى جاهدًا لتحقيق التقوى، وهو الهدف الأسمى من الصيام، كما قال الله تعالى:
“يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 183).

رمضان شهر الفوز بالجنة

يعد شهر رمضان فرصة ذهبية للفوز بالجنة، فقد قال النبي ﷺ:
“من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
وهذا يعني أن من صام هذا الشهر مخلصًا لله، وأدى عباداته بإيمان صادق، فإنه يعود كما ولدته أمه، خاليًا من الذنوب، وهذا من أعظم الجوائز التي يمكن أن ينالها المسلم.

خاتمة

رمضان هو شهر العطاء والبركة، وهو فرصة لا تتكرر إلا مرة في العام، لذا يجب على المسلم أن يستغله أفضل استغلال، بالإكثار من العبادات والطاعات، والتقرب إلى الله بالدعاء، وفعل الخير، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي. فهو شهر الغفران والرحمة، وفرصة لتجديد العهد مع الله، فطوبى لمن أدرك رمضان واستفاد منه، وخسران لمن ضيعه وأهدر أوقاته فيما لا ينفع.

نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يكتب لنا فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights