رئيس جامعة الأزهر يحاضر عن الإعجاز في القرآن الكريم

شهد الجامع الأزهر الشريف محاضرة علمية مميزة قدمها فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، ضمن البرنامج العلمي الذي يهدف إلى شرح كتب التراث الإسلامي.
تأتي هذه المحاضرة كجزء من رؤية الأزهر لتفعيل الأنشطة العلمية جنبًا إلى جنب مع الجهود الإدارية، لتعزيز الدور الريادي الذي يلعبه الأزهر في نشر العلم والفكر الوسطي.
شرح ثلاث رسائل عن إعجاز القرآن
اختار الدكتور سلامة جمعة داود ثلاث رسائل تراثية في مجال الإعجاز القرآني لتكون محور محاضرته، وهي رسائل كل من الخطابي، الرماني، والجرجاني.
وقد تناولت المحاضرة، بأسلوب علمي عميق، شرحًا وتحليلاً لهذه الرسائل التي تعد من أبرز الأعمال الفكرية التي تبرز جوانب الإعجاز في النص القرآني.
أوضح فضيلته خلال المحاضرة أن دراسة الإعجاز القرآني ليست مجرد محاولة لفهم بلاغة النص، بل هي مدخل لفهم المنهج القرآني في بناء الإنسان والمجتمع.
وركز على أن النص القرآني يمتاز بقدرة فريدة على مخاطبة العقول والقلوب في آن واحد، مما يجعله يتجاوز حدود الزمان والمكان.
إقبال طلاب العلم على البرنامج العلمي
حظيت المحاضرة بحضور مكثف من طلاب العلم الذين توافدوا من مختلف التخصصات للاستفادة من الشروح المقدمة.
وعبّر الطلاب عن تقديرهم لهذه الجهود التي تساهم في تمكينهم من الإلمام بعلوم التراث وفهم القضايا الكبرى المرتبطة بالنص القرآني.
أكد رئيس جامعة الأزهر أن الجامع الأزهر سيظل منارة للعلم والمعرفة، مشددًا على أهمية الدور الذي يقوم به العلماء في تعليم الأجيال القادمة أصول الدين وعلومه المتنوعة.
الربط بين التراث والحاضر
اكد الدكتور سلامة جمعة داود إلى ضرورة الجمع بين فهم التراث الإسلامي والعمل على تطبيقه بما يناسب متطلبات العصر.
أكد أن التراث ليس مجرد تاريخ يُدرس، بل هو كنز فكري يمكن استثماره لإيجاد حلول معاصرة للتحديات الراهنة.
الأزهر الشريف: مؤسسة متجددة
يؤكد هذا النشاط العلمي في الجامع الأزهر الدور المتجدد للأزهر كمؤسسة تعليمية وعلمية تعنى بتأصيل العلوم الشرعية من جهة، وتواكب تطورات العصر من جهة أخرى ويعكس برنامج شرح كتب التراث الذي يقدمه الأزهر توجهًا استراتيجيًا لتعزيز الوعي بعمق الفكر الإسلامي وأهمية فهم أصوله.
من خلال هذه المحاضرات والأنشطة العلمية، يثبت الأزهر مجددًا مكانته كمنارة للعلم وروح الإسلام الوسطي، معتمدًا على علماء أفذاذ يواصلون نقل مشعل المعرفة للأجيال الجديدة.