أخبار

محمود الأبيدي: الابتلاءات ليست عقوبات بل اختبارات تقوي الإيمان

أكد الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الابتلاءات في حياة الأنبياء ليست عقوبات، بل هي جزء من الاختبارات الإلهية التي تهدف إلى تقوية الإيمان ورفع درجات المؤمنين.

أوضح خلال ظهوره في برنامج “مع الناس”، الذي يُعرض على قناة الناس، أن الأنبياء تعرضوا للعديد من المحن التي شكلت جزءًا من رسالتهم ومنهج حياتهم، مشيرًا إلى التجارب الصعبة التي مر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأثرها في مسيرته الدعوية.

المحن التي مر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم

في معرض حديثه عن الابتلاءات في حياة الأنبياء، سلط الدكتور الأبيدي الضوء على محنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن حياته كانت مليئة بالمحن والابتلاءات التي تصاعدت في العديد من المواقف.

أشار إلى عام الحزن، عندما فقد النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة وعمه أبو طالب، مشيرًا إلى الأذى الذي تعرض له من المشركين وأهل قريش، فضلاً عن محنة طائف، حيث تم رفض دعوته من قبل أهلها.

ولفت الأبيدي إلى أن هذه الابتلاءات لم تكن علامة على ضعف أو عقوبة من الله، بل كانت في غاية الأهمية في تشكيل شخصية النبي ورسالة الإسلام.

التعامل مع المحن بالصبر والاحتساب

تحدث الدكتور الأبيدي عن كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الابتلاءات، مستعرضًا قوله صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات الصعبة: “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي”، معبرًا عن شعوره بالضعف أمام الأذى، إلا أن هذا الضعف كان مدخلًا لرحمة الله وتأييده.

أضاف الأبيدي أن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة رفض الاستجابة لطلب الملك الذي كان سيطبق العذاب على أهل الطائف، بل اختار أن يتوجه بدعائه إلى الله، مما أدى إلى منحة عظيمة من الله.

الابتلاءات درس في الصبر وفتح الأفق

أشار الأبيدي إلى حادثة سيدنا يعقوب عليه السلام، الذي تعرض لفقدان ابنه يوسف عليه السلام، وكيف أنه رغم الألم، دعا أبناءه قائلاً: “لا تيأسوا من روح الله”، مشيرًا إلى أن الابتلاءات هي اختبار من الله للمؤمنين، تهدف إلى اختبار صبرهم وثباتهم على الإيمان.
وذكر الأبيدي أيضًا أن الله عز وجل وعدنا بأن “لكل شدة مداً”، وأنه لا يترك عباده في محنتهم بل يستجيب لهم ويكشف عنهم البلاء.

التوجيه بالدعاء والاستعانة بالله في المحن

استشهد الأبيدي بآية من القرآن الكريم: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”، مشددًا على أن الله قريب من عباده وأنه يستجيب لمن يدعوه.
وأكد على أهمية اللجوء إلى الله بالدعاء في الأوقات العصيبة، داعيًا المسلمين إلى أن يرفعوا أكف الدعاء والتضرع لله، ويذكّرهم بمقولة الشاعر: “إذا سجدت فاخبره بأسرارك ولا تسمع من بجوارك”، مؤكدًا أن الله أكبر من كل هم، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

الابتلاءات فرصة للصبر والاتصال بالله

أكّد الدكتور محمود الأبيدي أن الابتلاءات ليست عقوبات من الله، بل هي فرص للمؤمنين ليتقربوا إلى الله ويظهروا صبرهم وإيمانهم، مؤكدًا أن الابتلاءات في حياة الأنبياء كانت محطات هامة في رسالتهم التي نزلت من أجلها بركات ونعم عظيمة في الدنيا والآخرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights