في حضرة القرآن.. سائح بصوت عبد الباسط يخطف القلوب من قلب المترو
من مطاي إلى المترو.. قاريء يذهل الجمهور بمحاكاة صوت عبد الباسط

كتبت – رشا خميس
في قلب القاهرة، وتحديدًا أمام إحدى محطات المترو، يجلُس الشيخ أسامة سعيد، ابن مركز مطاي البلد بمحافظة المنيا، ينثر بصوته المذهل آيات من كتاب الله، فتتوقف المارة في ذهول، وكأن الزمن يسكن للحظات تحت تأثير نَسَمه القرآني.
الشيخ أسامة، صاحب الـ47 عامًا، لم يتزوج بعد، يعيش على “قد الحال”، لكنه منح من وقته وماله ما يفيض عن قدرة كثيرين؛ زوّج شقيقاته، وساهم في جهاز شقيقه الأصغر، وشارك في زواج “أم هاشم” و”أميمة” دون أن يُكثر الشكوى أو يطلب المقابل.
يحكي الشيخ عن رؤيا أثرت فيه بشدة:
“كنت داخل المقابر والدنيا ظلام، شفت سجادة خضراء، قعدت وصليت وقرأت سورة الرحمن، بعدها ظهرلي الشيخ الشعراوي، حضني وقالّي: صوتك جميل زي الشيخ عبد الباسط.”
الشيخ أسامة حفظ القرآن على يد الشيخ عرفه عبد الله، أحد أعلام جيله من مواليد 1936، ومنذ نعومة أظافره حمل المصحف في قلبه وصوته.
ورغم قلة ذات اليد، لم يتوقف عن التجوّل في شوارع القاهرة التي أحبها، من السيدة زينب وحتى أطراف العاصمة، يملأ المكان بخشوع صوته ونقائه، دون مكبرات ولا شهرة.
هو ليس قارئًا عاديًا، بل “سائح قرآني” كما يصف نفسه.
الفلاحة منعته من تعلم القراءة والكتابة، لكنّ الله وهبه نعمة الحفظ والصوت، فصار مَن لا يملك إلا القليل، يمنح الكثير.. من روحه وصوته وصدق إحساسه.
وفي زمن ندر فيه الصدق، يظل صوت الشيخ أسامة شاهدًا على أن الجمال الحقيقي لا يحتاج منصة، بل يكفيه موطئ في قلب الشارع وصدق في النية.