صنوان وغير صنوان: دلالات إعجازية في القرآن الكريم مع الدكتور عقيل محمد عقيل
الآية التي تجمع بين العلم والتدبر: تفسير صنوان وغير صنوان

نعرض لكم من خلال جريدة وموقع اليوم تفسير الآية “صنوان وغير صنوان”: إعجاز علمي وبياني يوضحه لنا الدكتور عقيل محمد عقيل الأزهري أمام وخطيب بوزارة الأوقاف
النص القرآني المعجزة قال الله تعالى:
“وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ” (الرعد: 4).
المعنى اللغوي والتفسير العلمي
“صنوان” في اللغة هي الأشجار المتعددة التي تنبت من أصل واحد، بينما “غير صنوان” هي الأشجار التي تنمو من أصول متفرقة. في هذه الآية، يصف الله تعالى النخيل الذي يكون منه الصنوان وغير الصنوان، ويشير إلى تميز كل شجرة وثمرتها رغم أنها تُسقى بماء واحد وتنبت من تربة واحدة.
علماء التفسير بيَّنوا أن “صنوان” يشير إلى الأشجار المتصلة، بينما “غير صنوان” يدل على الأشجار المتفرقة. أما الجنات، فهي تشير إلى الأشجار المثمرة التي تضم العنب والزرع والنخيل، والتي تختلف في مظهرها وطعمها وقيمتها الغذائية رغم اشتراكها في ظروف الزراعة.
في تفسيره لقول الله تعالى في سورة الرعد: “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”.

تفسير علماء الدين
يشير الدكتور عقيل محمد عقيل أمام بوزارة الأوقاف لجريدة وموقع اليوم أن هذه الآية تظهرعظمة الله وقدرته في خلقه، إذ أودع في الأرض نعمًا عظيمة متاحة للإنسان، لتكون شاهدة على وحدانيته ودليلًا على عظمته.
دلالة النخل في الآية
ركزت الآية على النخل تحديدًا بذكره في حالتين: صنوان وغير صنوان. فكلمة صنوان جمع صنو، والمقصود بها النخلة التي تتشارك مع نخلة أخرى أو أكثر في أصل واحد، أي تنبت من جذع واحد. أما غير صنوان فهي النخلة المنفردة التي تنبت من أصل منفصل.
التفسير اللغوي والبلاغي
يشير لفظ صنو إلى التشابه أو المماثلة، ومن ذلك قولهم: “عم الرجل صنو أبيه”، أي أنه مثله وشبيهه. وتكرار لفظ صنوان وغير صنوان في الآية جاء لتوضيح تنوع الخلق في الشكل والنمو، رغم اشتراكه في الأصل.
الحكمة من ذكر النخل
اختص الله عز وجل النخيل بالذكر في هذه الآية لما له من دلالة قوية واضحة. فالنخيل من أكثر الأشجار انتشارًا ومشاهدةً، ما يجعله قريبًا من تأمل الإنسان وتدبره.
آيات التدبر والتفكر
تظهر الآية قدرة الله سبحانه وتعالى في تنوع هذه المخلوقات التي تُسقى جميعها بماء واحد، لكنها تختلف في الطعم والجودة. هذا الاختلاف يدعو الإنسان إلى التأمل في عظمة الخالق وتفرده بالعبادة، إذ تتجلى قدرته في هذه التفاصيل الدقيقة.
وختم الدكتور عقيل محمد عقيل حديثه لجريدة وموقع اليوم إن هذه الآيات تؤكد أن ما نشاهده في الطبيعة من مظاهر متشابهة ومتجاورة لكنها مختلفة في صفاتها، هو دليل على إبداع الخالق الذي لا يشبهه شيء، فهو “على كل شيء قدير”.
الإعجاز العلمي في الآية
أثبتت العلوم الزراعية الحديثة صحة هذا الوصف الدقيق. النباتات التي تنبت من فسائل أو تطعيمات مأخوذة من شجرة واحدة، كالنخيل والبطاطس، تحتفظ بالصفات الوراثية للأصل.
هذا ما يُطلق عليه “صنوان”، إذ تحمل صفات متطابقة. أما النباتات الناتجة من بذور مختلفة، فهي “غير صنوان”، حيث تختلف صفاتها الوراثية.
كذلك تتفاوت ثمار النباتات من حيث تجمعها؛ فثمار العنب والكريز مثلاً تنمو في عناقيد متصلة (صنوان)، بينما تنمو ثمار أخرى كالرمان والبطيخ بشكل منفرد (غير صنوان).
الإعجاز البياني في ترتيب الآية
الآية الكريمة قدمت الأعناب أولاً لأنها غالباً ما تنمو في تجمعات (صنوان)، ثم ذكرت الزرع الذي يضم أنواعاً متفرقة ومجتمعة، وأخيراً النخيل الذي يجمع بين الحالتين.
هذا الترتيب الدقيق يعكس نظاماً بيانياً وإبداعاً لغوياً يعجز البشر عن الإتيان بمثله، ويدل على علم الله الشامل بأدق تفاصيل خلقه.
أوجه الإعجاز المبهرة
الآية تسلط الضوء على حقائق زراعية لم تكن معروفة وقت نزول الوحي، مثل تفاصيل النمو الوراثي للنباتات وتنوع صفاتها وثمراتها. هذا الوصف الدقيق يسبق العلم الحديث بقرون، مما يؤكد أن القرآن الكريم هو كلام الله وأن النبي محمد ﷺ مرسل من عنده.
قدرة الخالق سبحانه وتعالى
سبحان الذي أبدع هذا الكون ونظَّمه. هذه الآية ليست فقط دليلًا على قدرة الخالق، بل أيضًا دعوة للتأمل والتدبر في تفاصيل الطبيعة، لتدرك العقول عظمة الخالق وتتجلى أمامها دلائل النبوة.
تغطية خاصة لموقع اليوم
وفي الختام، تقدم جريدة وموقع “اليوم” هذه التغطية الشاملة لتسليط الضوء على الإعجاز العلمي والبياني في آية “صنوان وغير صنوان”. إنها دعوة للتأمل في عظمة الخالق وإبداعه في خلقه، ورسالة تدعو الجميع للتفكر في دلائل التوحيد التي يؤكدها القرآن الكريمة