منير مراد.. الموسيقار المجدد وصانع الألحان الاستعراضية

يعد الفنان والملحن منير مراد من المجددين في تاريخ الأغنية المصرية، جمعت ألحانه بين الشرق والغرب بعد أن أدخل موسيقى الجاز في عدد من الألحان جعلتها تحمل روح مختلفة عن الموسيقى الكلاسيكية السائدة في تلك الفترة.

رحلة مراد في الحياة كانت قصيرة لكنه ترك إرث فني خالد قد لا يعرف البعض أنه صاحب اللحن المتميز لاستعراض قاضي البلاج ودويتو حاجة غريبة  وأغنية وحياة قلبي وأفراحه التي ترتبط بنجاح الطلاب حتى يومنا هذا وهو إيضا من صنع أشهر ألحان رقصات تحية كاريوكا وسامية جمال.

وُلد مراد في 13 يناير 1922 بمحافظة القاهرة، واسمه الأصلي موريس زكي مراد، نشأ في عائلة فنية، والده هو الملحن والمطرب زكي مراد، وشقيقته هي المطربة الكبيرة ليلى مراد، أما جده لأمه فكان المطرب البولندي المعروف سلامون، تعود أصول والده إلى المغرب، حيث كانت عائلته من الحاخامات اليهود المتشددين، وانتقل جده إلى الإسكندرية حيث التقى بوالدته وتزوجا، قبل أن تنتقل الأسرة إلى القاهرة.

بداية رحلة منير مراد الفنية

في عام 1939، ترك مراد الكلية الفرنسية وبدأ حياته العملية بأعمال بسيطة، قبل أن يلتحق بمجال السينما كعامل كلاكيت، ثم عمل مساعد مخرج مع المخرج كمال سليم في 24 فيلمًا خلال أربعينيات القرن الماضي.

منير مراد من التلحين إلى النجومية

اتجه منير مراد إلى موسيقى الجاز، التي كانت رائجة في الغرب، لكنه واجه صعوبة كبيرة في الترويج لها، إلى أن حقق انطلاقته الحقيقية بأغنية “واحد.. اتنين” للمطربة شادية، التي فتحت له أبواب النجاح، وكانت السبب في أن يعرفه المطربين ومنتجي الأفلام.

رائد الموسيقى الاستعراضية

أصبح مراد أحد أبرز ملحني الموسيقى الاستعراضية في مصر، حيث وضع أشهر الألحان للرقصات والاستعراضات التي أدتها تحية كاريوكا، سامية جمال، ونعيمة عاكف.

كما ارتبط اسمه بصوت شادية، حيث قدم لها عددًا من الأغاني التي أصبحت من كلاسيكيات الأغاني الرومانسية، بالإضافة إلى ألحانه للعندليب عبد الحليم حافظ، والتي شكلت جزءًا مميزًا من تجربته الموسيقية، كما لحن العديد من الدويتوهات التي جمعت بين عبد الحليم وشادية.

لم يقتصر إبداع منير مراد على التلحين، بل شارك في ثلاثة أفلام سينمائية، قام بالتمثل والغناء فيها، وقدم مزيجًا متفردًا بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية.

منير مراد.. إرث موسيقي خالد

خلال مسيرته الفنية، قدم أكثر من 600 لحن، وبعض المصادر تقول إنها وصلت إلى 3000 لحن، جمع فيها بين أصالة الشرق وصخب الجاز، ومن أشهر ألحانه أغاني شهيرة لـ شادية والعندليب منها دبلة الخطوبة، واحد.. اتنين، وحياة قلبي وأفراحه، أول مرة تحب يا قلبي، حاجة غريبة (دويتو لعبد الحليم وشادية)، بأمر الحب، إبعد عن الحب، قاضي البلاج.

رحل مراد بعد رحلة قصيرة في الحياة يوم 17 أكتوبر 1981 عن عمر 59 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة، لكنه أثرى الحياة الفنية بألحان باقية، لا تزال خالدة في وجدان الجمهور ويبقى في  الذاكرة الاستعراض المتميز هنا القاهرة أو محدش شاف كما يسميها البعض الذي قلد فيه مشاهير الغناء.