عرب-وعالم

قمة شنجهاي في تيانجين.. نصف سكان العالم يرسمون ملامح نظام دولي جديد

فرضت قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي تستضيفها مدينة تيانجين الصينية، نفسها كأحد أبرز الأحداث الدولية هذا العام، إذ تشهد مشاركة واسعة من قادة دول كبرى وإقليمية، من بينها روسيا والهند بأعلى مستوى تمثيل، إلى جانب رؤساء عشر منظمات دولية، ما يجعلها القمة الأكبر في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها عام 2001.

ويُعقد اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر، حيث من المتوقع أن يصدر عنه أكثر من 20 وثيقة رسمية، أبرزها “إعلان تيانجين” و”استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2035″، والتي ستحدد ملامح التعاون المستقبلي في مجالات الأمن، والاقتصاد، والثقافة، وإصلاح الحوكمة العالمية.

قوة عالمية صاعدة

تمثل “عائلة شنغهاي” نحو نصف سكان العالم، وربع مساحة اليابسة، وحصة مماثلة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يعكس الثقل الجيوسياسي والاقتصادي المتنامي للتكتل.

بوصفها الدولة المضيفة والرئيس الحالي للمنظمة، لعبت الصين دورًا رئيسيًا في صياغة جدول أعمال القمة، إذ عقدت منذ توليها الرئاسة في يوليو 2024 أكثر من 100 فعالية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة.
ويتوقع أن تقدم بكين خلال القمة مقترحات لتعزيز الاستقرار المالي للمنظمة، عبر التوسع في التسويات بالعملات الوطنية وتطوير منصات التجارة الإلكترونية، بهدف تقليل أثر العقوبات الغربية على الدول الأعضاء.

بوتين في زيارة استراتيجية لبكين

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تيانجين في زيارة رسمية تستمر أربعة أيام بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ. وستركز مباحثاتهما على تطورات الأزمة الأوكرانية، وقضايا الشرق الأوسط، وآفاق التعاون الاستراتيجي بين موسكو وبكين، بما في ذلك الملفات الإقليمية والدولية الكبرى.

تضم منظمة شنغهاي للتعاون، إلى جانب الصين وروسيا، دولاً محورية مثل الهند وإيران وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان، وانضمت إليها بيلاروسيا رسميًا في قمة أستانا في يوليو 2024. كما تضم المنظمة دولًا بصفة مراقب مثل أفغانستان ومنغوليا، وشركاء في الحوار بينهم مصر، والسعودية، والإمارات، وتركيا، وغيرها.

بهذه المشاركة الواسعة والملفات المتعددة، تعكس قمة تيانجين طموح المنظمة في تكوين تكتل عالمي يوازن النفوذ الدولي، ويضع أسس نظام متعدد الأقطاب قائم على التعاون الاقتصادي والأمني، بعيدًا عن سياسات العزلة والعقوبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights