أخبار

خطبة الجمعة رسالة أمل وتفاؤل وحماية لحقوق المرأة

أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان: “فما ظنكم برب العالمين (صناعة الأمل)”.
يأتي اختيار هذا الموضوع بهدف تعزيز قيم التفاؤل والأمل في نفوس المصلين، مع التأكيد على حسن الظن بالله وضرورة الالتزام بأوامره، خصوصًا فيما يتعلق بإعطاء المرأة حقوقها الكاملة في الميراث.

تتضمن الخطب الموحدة على مستوى الجمهورية معالجة قضايا مجتمعية مهمة، حيث أكدت الوزارة أن الخطبة الثانية ستركز بشكل خاص على توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على حقوق المرأة في الميراث، وذلك في محافظات تشمل: القاهرة، قنا، سوهاج، أسوان، الجيزة، بني سويف، البحر الأحمر، والوادي الجديد.

رسالة الأمل: دعوة للتفاؤل واليقين في لطف الله

استهلت الخطبة بنبرة روحانية تبعث الأمل في النفوس، مع التأكيد على أن التفاؤل ليس مجرد شعور إيجابي، بل عبادة قلبية تدفع الإنسان نحو الرضا والتوكل على الله.
أبرزت الخطبة أن بداية العام الجديد والأشهر الحرم المباركة هي فرصة عظيمة لاستقبال الخير والبشائر الإلهية.

استشهدت الخطبة بآيات قرآنية تؤكد لطف الله ورزقه لعباده، مثل قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}، مشيرة إلى أن هذه الرسائل القرآنية تدعو الإنسان لليقين بأن الله قريب مجيب، يكشف البلية ويمنح الرزق والشفاء لمن يحسن الظن به.

أوضحت الخطبة أن الأمل هو شمس الحياة التي تضيء دروب الإنسان، داعية المصلين إلى السجود لله بثقة في كرمه ورحمته، وبث الأمنيات والآمال في الدعاء، فهو القادر على تحقيق المستحيل.

منهجية التفاؤل في بناء الحضارة

تناولت الخطبة أثر التفاؤل في بناء الإنسان وصناعة الحضارة، مؤكدة أن الكلمة الطيبة والابتسامة الرحيمة ومسح رأس اليتيم والدعاء للمريض كلها أعمال صغيرة لكنها تبعث الأمل في النفوس واستشهدت بحياة النبي محمد ﷺ، الذي رغم ما واجهه من فقد وألم، قاده اليقين إلى الفتح والنصر برحمة وعفو، مانحًا البشرية دروسًا عظيمة في نشر الأمل وصناعة الحياة.

الأشهر الحرم: فرصة للتقرب إلى الله وصناعة الأمل

دعت الخطبة إلى استثمار شهر رجب المبارك، الذي يُعد بداية الأشهر الحرم، كفرصة للتقرب إلى الله من خلال الصيام والقيام والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام وحثت على الابتعاد عن الظلم وكل ما يغضب الله، مذكّرة بقوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ}.

حقوق المرأة في الميراث: فريضة لا تُهمل

خصصت الخطبة الثانية لمعالجة قضية الميراث، مشددة على أن حق المرأة في الميراث هو فريضة إلهية محصنة بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية. استشهدت الخطبة بحديث النبي ﷺ: “إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها”، لتؤكد أن التعدي على حقوق المرأة في الميراث يعد من أعظم المحرمات.

وحذرت الخطبة من الممارسات المجتمعية التي تحرم المرأة من حقها الشرعي، مثل السيطرة على التركة أو إجبارها على التنازل عن نصيبها مقابل مبالغ زهيدة. وذكّرت المعتدين بأنهم يخالفون حدود الله، مشيرة إلى عقاب الله الوارد في قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.

رسالة إلى المجتمع: عدالة الميراث ضمان للاستقرار

دعت الخطبة المجتمع إلى احترام حقوق المرأة والالتزام بالشرع في تقسيم التركة، مشددة على أن العدل في الميراث هو أساس الاستقرار الأسري والمجتمعي. ووجهت رسالة تحذيرية لكل من يحرم المرأة من نصيبها الشرعي، مؤكدة أن هذا الفعل ظلم يستوجب العقاب في الدنيا والآخرة.

اختتمت الخطبة بالدعاء لله بأن يفيض على حياة المسلمين بالرزق والخير والبركة، وأن يلهمهم التفاؤل والأمل في كل أمور حياتهم، مع الالتزام بتعاليم الدين الحنيف التي تحفظ الحقوق وتنشر السعادة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights