المتحف اليوناني الروماني.. زهرة أثرية تتفتح من جديد في قلب الإسكندرية
المتحف اليونانى الرومانى زهرة أثرية نادرة تفتحت في قلب الإسكندرية بعد إغلاق دام 18 عام عقب قرار إغلاقه في عام 2005 لإجراء مشروع شامل لتوسعته وتطويره، وتم وضع تصميم جديد بإضافة طابق علوى، ويعد المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية الوحيد المتخصص في آثار وحضارة مصر في العصرين اليونانى والرومانى.
قالت الدكتورة ولاء مصطفى مدير عام المتحف ل”اليوم” انه تم إعادة افتتاح المتحف عقب تطويره من قبل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ووزير الآثار يوم الأربعاء 11 أكتوبر الماضى، والمتحف يضم 6000 قطعة أثريه على مساحة 5000 متر مربع.
الطابق الأرضى للمتحف يعرض علاقة مصر بالعالم الخارجي
وأضافت ولاء في تصريحاتها الصحفية ل”اليوم” إن الهدف الأول من تطوير المتحف هو إتاحة الفرصة لعرض القطع الأثرية بشكل جيد ومختلف عن ما كانت عليه سابقا من حيث الإضاءة وطرق العرض المتحفى الجديدة، وهذا السيناريو الجديد يعطى فكرة عن شكل الإسكندرية خلال العصرين اليونانى والرومانى، والمتحف يضم 27 قاعة بالطابق الأرضى تعرض علاقة مصر بالعالم الخارجى قبل قدوم الإسكندر الأكبر، ثم قدوم الإسكندر والدولة الحاكمة البطلمية، ويوجد جزء مخصص للحياة اليومية اليونانية، وآخر للأباطرة الرومان وزوجاتهم والحياة اليومية الرومانية من خلال محاكاة لشكل المطبخ وحجرة الطعام والحمام الرومانى والمكتبات المنزلية.
وأشارت مصطفى في تصريحاتها انه تم الاهتمام بالعقيدة الدينية التى كان يهتم بها المصرى القديم وورث ذلك اليونانيين والرومانيين لأنهم وجدوا المصرى يحترم عقيدته، وهناك أكثر من قاعة بها العقيدة المصرية، اليونانية والرومانية، والمزج الذي حدث بين هذه العقائد أسفر عن بعض المعبودات الجديدة الفريدة، وهناك قاعة بها الحياة الفكرية والفلسفية الموجودة في المجتمع السكندرى في العصر البطلمي، اليونانى والرومانى، وأخرى بها الفترة البيزنطية واهم قطع هذا العصر، وهي فترة تاريخية جديدة بها الفن القبطي من “القباتى”، النسيج المسيحى والإعمال النحتية من العاج والعظم.
الطابق الأول للمتحف يعرض به الصناعات والحرف وسك العملة
قالت الدكتورة ولاء إن الطابق الأول يعرض به موضوع النيل، التجارة، الصناعات والحرف السكندرية، العملات وطريقة سك العملة في ورش فنية خاصة.
وأشارت إن المتحف مدعوم بقاعات التربية المتحفية، الدارسين ومكتبة من أغنى المكتبات في العالم حيث تضم 12 ألف كتاب بأكثر من لغة، ويوجد أيضا قاعة للتسجيل والتوثيق، قاعة المستنسخات الجبسية، قاعة المؤسسين وهم مؤسسى المتحف من الايطاليين المديرين الأوائل لهذا المكان التاريخي، لأنه متحف فريد من نوعه.
آثار أول مرة تعرض مكتملة بالمتحف
وتناول أطراف الحديث الدكتور صبحى عاشور أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بجامعة حلوان وعضو اللجنة الوزارية العليا لسيناريو المتاحف وبدأ حديثه قائلا أن الطابق الأول هو إضافة لمساحة العرض المتحفى بحوالى 3500 متر مربع، ويحتوي على النيل الذي تم تجسيده عند اليونانيين على هيئة رجل مضجع حوله أطفال يرمزون لفيضان النيل الخير الذي لا يدمر، وهذا الشكل ابتكر فى مصر البطلمية، ويوجد أيضا رأس رجل مسن يحمل “قن الخيرات” رمز الوفرة، وفسيفساء يعرض البيئة النيلية وأسرة تتنزه أسفل خيمة وسط الغناء والرقص وهى من القرن الثالث الميلادى، وهناك تمثالين للنيل وزوجته “ديوثينيا” حاملين قن به فواكه وثمار وزوجته حولها الأطفال رمز الفيضان.
وأضاف عاشور في تصريحاته ل”اليوم” انه يوجد مجموعة أخرى من العصر البطلمي لأول مرة تعرض مكتملة وهي اكتشفت بالقرب من مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، أما مجموعة “المحمرة” وهي تصور معبودات، وهناك أيضا مجموعة تصور محاكاة للحياة اليومية “الاجورا” اى وسط البلد او السوق في المدينة اليونانية وبه معابد للإله الحامية في المدينة “ونوافير” للمياه، ويوجد عجائن زجاجية من اوانى وتماثيل، ومحاكاة لمركب به شحنة تجارية من الأوعية التي تحمل المواد السائلة، مجموعة من العملات الذهبية والبرونزية والنحاسية من العصر البطلمي وعدة عصور حتى عصر كليوباترا السابعة حيث تتوافر حوالى 2000 قطعة عملة منذ عام 500قبل الميلاد تعرض بطريقه عرض متحفى جديدة، بالإضافة لقطع الحلى والمشغولات المعدنية وتمثال “افروديت”، ويحتوى المتحف أيضا على منحوتات الجبس “البوباستيوم”.
وأشار عاشور أن سيناريو المتحف استغرق سنوات طويلة، والعمل بالمتحف استمر 4 سنوات، تم تكثيف العمل خلال العام الأخير.
ويعد المتحف اليوناني الروماني احد اكبر واهم المتاحف المصرية، حيث سعى الايطالي “جيوسيبى بوتى” الى تأسيسه عام 1889 لحماية أثار الإسكندرية من التدمير، في البداية بدأ المتحف في عقار بسيط مستأجر وافتتح عام 1892 وكان بوتى أول مدير له، ويعتبر المبنى الحالى أقدم مبنى في مصر يصمم معماريا ليكون متحف وافتتح عام 1895، وعقب تطويره وافتتاحه شهد المتحف إقبال كبير من المصريين والسائحين لأنه يعد نقطة جذب سياحي جديدة بمدينة الثغر.


