
عادة ما تتخطى نتائج الانتخابات الأمريكية حدود الولايات المتحدة الجغرافية إلى ما هو أبعد من ذلك، قارة أوروبا تعد أحد أبرز المتأثرين بشخصية مالك زمام البيت الأبيض الجديد، بالنظر إلى انعكاسات الانتخابات سياسيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا.
واليوم الثلاثاء، توجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد للولايات المتحدة، في الانتخابات التي ينافس عليها المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس والمرشح الجمهوري -الرئيس السابق- دونالد ترامب.
بين هاريس وترامب يترقب عديدون من قادة أوروبا مصير بلدانهم، حيث قد يرتبط وصول أحدهما بتحولات دراماتيكية في ملفات دولية شائكة، يأتي على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية المستعمرة منذ فبراير 2022، والتغيرات المناخية.
الحرب الروسية الأوكرانية
يمثل وصول ترامب إلى البيت الأبيض ضربة قوية لمكتسبات أوكرانيا وجهودها في ضمانة الدعم الغربي ضد روسيا، واستعادة الأراضي التي احتلتها موسكو في الحرب الدائرة حاليًا.
وفي أكثر من مرة، أكد ترامب قدرته على وضع حد للحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة بعد انتخابه رئيسًا، كما أنه عادة ما يواجه اتهامات من زعماء الحزب الديمقراطي بأنه “معجب” بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكثيرًا ما وصفه بالزعيم الذكي.
وأعلن ترامب، في يونيو الماضي، عبر إثنين من مستشاريه السابقين، عن خطة لإنهاء الحرب، تتضمن إخبار أوكرانيا بأنها لن تحصل على المزيد من الأسلحة الأمريكية، إلا إذا دخلت في محادثات السلام مع روسيا جانب، ومن جانب آخر، سيتم إقناع موسكو بالانضمام إلى المفاوضات، مع تأجيل وعد أوكرانيا بعضوية الناتو لفترة طويلة
وشملت هذه الخطة أيضًا، أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لأوكرانيا إذا ما رفضت روسيا وقف الحرب، أما منافسته كامالا هاريس، تشير تقارير غربية إلى توقعات بأنه حال فوزها في الانتخابات ستواصل ذات السياسات الأمريكية التي تسير عليها إدارة الرئيس المنهية ولايته جو بايدن.
وهذه السياسات، تتمثل في استمرار الحشد الأمريكي الدولي لدعم كييف ضد الهجوم الروسي، سواء عسكريًا أو دبلوماسيًا أو اقتصاديًا.
وفي هذا الصدد، يعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبرز القادة الأوروبيين تخوفًا من رئاسة ترامب، إذ سبق أن وصفه بأنها “أعظم بائع متجول” وذلك ردًا على حديث سابق للمرشح الجمهوري توعد فيه بترك روسيا تفعل ما تريد مع الدول التي لا تفي بالانفاق العسكري لحلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وبمناسبة الحديث عن حلف الناتو، يشير تقرير صادر عن موقع “يورو نيوز” إلى أنه بغض النظر عن النتيجة، فمن المرجح أن توجه الولايات المتحدة اهتمامها أكثر فأكثر نحو مشاكلها الخاصة، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على الحلف العسكري الدولي.
ومن أوكرانيا إلى المجر المجاورة، يبدو رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أكثر القادة الأوروبيين تحمسًا لرئاسة ترامب، فقل أسابيع قال الزعيم المجري إنه سيفتح “عدة زجاجات من الشمبانيا” إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما يؤكد خلافاته مع الزعماء الأوروبيين الرئيسيين.
وأفادت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير سابق لها، أن أوروبان يرى ترامب الأكثر قدرة على تحريك ملف السلام بين أوكرانيا وروسيا.
التغير المناخي
وفي حين تأتي قضية التغير المناخي على رأس جدول أولويات الحزب الديمقراطي، بيد أنها لا تلقى اهتمامًا لدى نظيره الجمهوري، إذ عادة ما وصفها ترامب بأنها “خدعة”، وعادة ما أثيرت الشكوك في مدى التزام واشنطن خلال إدارته باتفاقية باريس الخاصة بتغير المناخ ومستقبل الاتفاقية في حد ذاتها.
وفي أول أيام ولايته السابق (2016: 2020)، انسحب ترامب من الاتفاق لتصبح الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي انسحبت من المعاهدة حتى الآن، ومع وصول بايدن للبيت الأبيض 2020، أعلن عودة رسميًا والانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ وذلك بصورة كاملة محت انسحاب إدارة بايدن.