تقرير: مصطفى على
في خطوة جديدة تعكس تزاوج الإعلام التربوي مع الرسائل الأمنية والمجتمعية، قدّم برنامج “نور” المخصص للأطفال، والمذاع على قناة “الناس”، حلقة مميزة يوم الجمعة، تناولت موضوعًا بالغ الخطورة والأهمية يتعلق بسلوكيات الأطفال والمراهقين بل وبعض الكبار في محيط السكك الحديدية.
بأسلوبه الترفيهي التفاعلي المعتاد، ناقش الثنائي المحبوب “نور” و”زهرة” في فقرتهما الأسبوعية، أبرز الأخطار التي تهدد سلامة المواطنين نتيجة السلوكيات الخاطئة المنتشرة على خطوط السكك الحديدية، مستهدفين نشر الوعي بين الأطفال وأسرهم لحماية الأرواح والممتلكات العامة.
العودة إلى الحلقة السابقة:
عنف الأطفال ضد القطارات… مقدمة لرسالة أعمق
استهلت الشخصية الكرتونية “زهرة” الحوار بتذكير صديقها “نور” بموضوع الحلقة السابقة، الذي سلّط الضوء على تصرفات بعض الأطفال المشاغبين الذين يعمدون إلى إلقاء الحجارة على القطارات خلال سيرها، في مشهد يتكرر في بعض المناطق، رغم خطورته الجسيمة على الركاب والسائقين، بل وعلى مرتكبيه أنفسهم.
لكن “زهرة” لم تكتفِ بالتذكير، بل فاجأت الجمهور بالإعلان عن انطلاق حملة توعوية كبرى أطلقتها وزارة النقل تحت عنوان: “معًا لسكك حديد آمنة – سلامتك تهمنا”، تنفيذًا لتوجيهات وزير النقل، الفريق مهندس كامل الوزير، في إطار استراتيجية وطنية شاملة لضمان سلامة مرافق النقل الجماعي في مصر، خصوصًا السكك الحديدية.
حملة وطنية شاملة:
“سلامتك تهمنا” عنوان يتجاوز الكلمات إلى أفعال توعوية حقيقية
تسعى حملة “معًا لسكك حديد آمنة” إلى التصدي للعديد من الظواهر السلبية والخطيرة التي باتت تهدد النظام العام وسلامة النقل، وفي مقدمتها:
اقتحام المزلقانات المغلقة: رغم وضوح التعليمات، فإن البعض يغامرون بعبور المزلقانات وهي مغلقة، ما يعرضهم ومَن حولهم لخطر الدهس.
إقامة معابر غير قانونية: يقوم البعض بفتح ممرات عشوائية على القضبان، في استهتار واضح بقواعد الأمان والنظام.
شد فرامل الهواء أثناء سير القطار: وهي ظاهرة مقلقة يلجأ إليها بعض الركاب أو الخارجين عن القانون، فتتسبب في تعطيل القطارات، وقد تؤدي لحوادث جسيمة.
إلقاء القمامة على القضبان: هذا الفعل البسيط ظاهريًا قد يؤدي إلى اندلاع حرائق بسبب تفاعل المواد مع الحرارة أو شرر العجلات.
التسطيح والتشبث بالقطارات: من أخطر الظواهر التي حذّرت منها الحلقة، إذ يلجأ بعض الصبية والمراهقين إلى ركوب القطار من أعلاه أو التشبث به من الخلف، في تصرفات أشبه بـ”مغامرات الموت”، قد تودي بحياتهم في لحظة.
السلوك الخاطئ لا يقتصر على الأطفال فقط
رسالة “زهرة” تحمل نبرة واقعية ومسؤولية مجتمعية
بأسلوب مبسط موجه للأطفال، حرصت “زهرة” على التوضيح بأن هذه التصرفات الخاطئة ليست حكرًا على الأطفال فحسب، بل كثيرًا ما يشاهدها الناس من الكبار أيضًا، مما يجعل المسؤولية مضاعفة على الجميع. وأشارت إلى أن السلوكيات السلبية تنتقل بالعدوى، ولا بد من قطع هذه السلسلة من خلال الوعي والقدوة الحسنة.
وأضافت أن التقصير في التوعية من جانب الأسرة أو المدرسة قد يفتح الباب أمام كارثة، ومن هنا كان من المهم أن تنخرط وسائل الإعلام ومنها برنامج “نور” في حملات تنويرية تهدف لغرس القيم الإيجابية في عقول الأطفال.
الملكية العامة مسؤولية الجميع
“نور” يطلق نداءً لأسرته الصغيرة والكبيرة
اختتم “نور” الفقرة برسالة حازمة ومؤثرة، دعا فيها الأطفال وأهاليهم إلى احترام وسائل النقل العامة مثل القطارات والمترو والأتوبيسات، بوصفها ملكًا عامًا لكل المصريين، يجب المحافظة عليه من التخريب والتعدي.
وأكد أن نشر الوعي مسؤولية مجتمعية تبدأ من المنزل وتترسخ في المدرسة، وتدعمها وسائل الإعلام من خلال برامج تربوية موجهة للأطفال، تهدف ليس فقط إلى الترفيه، بل إلى بناء جيل أكثر وعيًا وحسًّا بالمسؤولية الوطنية.
برنامج “نور”:
رسالة إعلامية تربوية في ثوب ترفيهي
يثبت برنامج “نور”، الذي تبثه قناة “الناس” بشكل أسبوعي، أنه نموذج ناجح للإعلام التربوي، القادر على تقديم المحتوى التوعوي المهم بأسلوب مرح وشخصيات قريبة من وجدان الطفل المصري فبدمج الترفيه بالتربية، والمرح بالتوجيه، يساهم البرنامج في غرس المفاهيم الإيجابية، مثل الانضباط، واحترام القوانين، والحفاظ على الممتلكات العامة، في وقت باتت فيه هذه القيم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
مسؤولية الإعلام.. ورسالة وطنية تتجدد
في ظل تزايد الحوادث المرتبطة بالاستخدام غير الآمن للسكك الحديدية، يأتي هذا التعاون غير المباشر بين وزارة النقل وبرامج الأطفال كخطوة ذكية نحو تعميق أثر الرسائل التوعوية فليس كافيًا إصدار القوانين أو العقوبات؛ بل لا بد من التربية الوقائية المبكرة، والتي تجد في البرامج الموجهة للأطفال نافذة ذهبية لغرس السلوكيات السليمة.
إن برنامج “نور” لا يضيء الشاشة فقط، بل يضيء أيضًا وعي الأطفال، ويزرع فيهم مسؤولية احترام المرافق العامة، ليصبح كل مشاهد صغير فيه نواة لمواطن صالح في المستقبل.
