تقارير-و-تحقيقات

نتنياهو بين مشرط الجراح وأعباء السياسة.. هل تتغير قواعد اللعبة؟

أُعلن عن نجاح العملية الجراحية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئصال البروستاتا في مستشفى هداسا عين كارم بمدينة القدس.

بنيامين نتنياهو

وفقًا للتقارير الطبية، فإن العملية تمت بسلاسة دون أي تعقيدات، وأُكد أن الحالة الصحية لرئيس الوزراء مستقرة. من المتوقع أن يقضي نتنياهو بضعة أيام في وحدة تعافي مخصصة تحت الأرض، حيث يخضع لمراقبة طبية مكثفة.

في الأشهر الأخيرة، عانى بنيامين نتنياهو (75 عامًا) من مشكلات صحية متعلقة بالتهاب في المسالك البولية ناتج عن تضخم حميد في البروستاتا.

هذه الجراحة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الطبية التي خضع لها مؤخرًا، بما في ذلك عملية لعلاج الفتق في مارس الماضي وزرع جهاز لتنظيم ضربات القلب في يوليو 2023، ورغم تأكيد الفريق الطبي أن حالته الحالية لا تحمل تهديدًا مباشرًا لحياته، فإنها أثارت جدلًا حول استمراريته في قيادة الحكومة الإسرائيلية.

لم تصدر الحكومة الإسرائيلية أو الجهات الرسمية تصريحات موسعة حول تداعيات الحالة الصحية لرئيس الوزراء على المشهد السياسي الداخلي، إلا أن الأوساط السياسية في إسرائيل تتداول احتمالات تأثير وضعه الصحي على استقراره في منصبه، خاصة مع وجود انقسامات داخلية في الحكومة الائتلافية.

دوليًا، لم تظهر ردود فعل رسمية واسعة، لكن بعض التحليلات تشير إلى أن أي تغييرات في القيادة الإسرائيلية قد تؤثر على السياسات الإقليمية، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع دول المنطقة.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي تتابع عن كثب أي تطورات داخل إسرائيل، لم تصدر تعليقًا رسميًا على الوضع الصحي لرئيس الوزراء، ويرى محللون أن الحركة قد تنظر إلى أي تغيير محتمل في القيادة الإسرائيلية باعتباره فرصة لتغيير قواعد اللعبة في التعامل مع التصعيد أو التهدئة على الحدود مع قطاع غزة.

يرى المحللون أن الحالة الصحية لرئيس الوزراء قد تثير تساؤلات حول قدرته على الاستمرار في تحمل أعباء المنصب، خاصة في ظل الأزمات الأمنية والسياسية التي تمر بها إسرائيل، وغياب الشفافية في الإعلان عن التفاصيل الصحية بدقة قد يؤدي إلى زعزعة الثقة بين القيادة والشعب. من جهة أخرى، هناك مخاوف من أن تستغل المعارضة السياسية هذه الفرصة للضغط على الحكومة والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.

في ظل التحديات التي تواجهها إسرائيل، قد يؤدي أي ضعف في القيادة إلى تعطيل اتخاذ قرارات حاسمة على الصعيدين الأمني والسياسي.

على الصعيد الداخلي، قد تتصاعد الضغوط داخل الائتلاف الحاكم في حال تطلبت الحالة الصحية لنتنياهو غيابًا مطولًا عن المشهد السياسي. أما على الصعيد الخارجي، فإن غياب شخصية مركزية مثل نتنياهو قد يترك فراغًا ينعكس على العلاقات الدولية لإسرائيل.

بينما يتعافى بنيامين نتنياهو من عمليته الجراحية، تبقى التساؤلات قائمة حول تأثير حالته الصحية على مستقبله السياسي. وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع تطورات حالته، يبدو أن الوضع يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول آليات التعامل مع الأزمات الصحية لقادة الدول وأثرها على استقرار الحكومات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights