كيف قتل الابن والدته ونعى موتها بمنشور حزين .. أسرار ليلة سوداء في بني مزار؟

في ليلةٍ أظلم من السواد، تحولت عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار بالمنيا إلى مسرحٍ لجريمةٍ تنخلع لها القلوب، بعدما أقدم شاب تجرد من إنسانيته على قتل والدته شنقًا بدمٍ بارد، ودفنها خلسة وسط الزراعات .. لم يكتفِ بذلك، بل أجاد دور الابن الحزين، فكتب منشوراتٍ نعي دامعة على “فيسبوك”، يناشد الأهالي مساعدته في العثور عليها، قبل أن يكشف التحقيق عن الوجه القبيح الذي وراء الستار.
مشهد الجريمة:
كانت الأم «ز. ع»، سيدة خمسينية، اعتادت على السعي خلف لقمة عيشها، تحمل هموم العمر فوق كتفيها، ولم تكن تدري أن قلب ابنها «أ. ص» قد تحجّر، وأنه صار مستعدًا لأن ينزع عنها روحها مقابل “قطعة أرض” التي كانت بداية الخلاف الذي نشب بينهما حول بيع الأرض التي ورثتها، الأم رفضت، متمسكة بحقها، بينما الشيطان كان قد فرش لعيني الابن ستائر الطمع، وأغلق في صدره أبواب الرحمة.
ليلة الجريمة:
في تلك الليلة المشؤومة، ارتفعت الأصوات بين الجدران، وتشابكت الأيادي، لتطيل بـ”حبل” كان يستخدمه لربط المواشي، وهمّ مسرعا بإلتفافه حول عنق الأم، حتى ارتخت أطرافها، وسقطت تحت يد من كان من المفترض أن يسندها ويبقى بجانبها
دفن في ظلمة الليل:
ما إن سكنت الجثة، حتى بدأ الابن تنفيذ الفصل الثاني من الجريمة، فحمل جثمان والدته على كتفيه، وكأنها حمل ثقيل أراد التخلص منه سريعًا، وسار بها بين الزراعات حيث حفرة أعدها مسبقًا، ووضعها فيها دون صلاة ودون وداع .. لا شيء سوى كفوف التراب التي أهالها على جسدها الضعيف.
قتلها ونعاها على الفيسبوك:
لم يتوقف المشهد عند هذا الحد، ففي الصباح التالي، وقف القاتل بين أهالي القرية، وادّعى بوجهٍ حزين أن والدته خرجت ولم تعد، وحرر بلاغًا في قسم الشرطة يفيد بتغيبها.
لم يكتفِ بذلك، بل كتب منشورًا على صفحته بموقع «فيسبوك» قال فيه “أمي ضايعة يا ناس.. ادعوا ترجع بالسلامة.. قلبي بيتقطع عليها.”
تدفقت الدعوات من أهل القرية، وتبارى المحبّون في كلمات المواساة، بينما كان هو يتصفحها بقلب بارد.
انكشاف الحقيقة:
لم تمضِ أيام قليلة حتى تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من أحد الفلاحين، بعثوره على جثة سيدة وسط الزراعات.
انتقلت قوة من الشرطة، وتبين بالفحص الأولي أنها تخص السيدة المتغيبة.
هنا بدأت الشكوك تحاصر الابن، الذي بدت عليه علامات الارتباك وبسؤال الجيران والأقارب، ظهرت روايات متضاربة عن سلوك الابن مع والدته، وعن خلافاتهما الأخيرة.
وبمواجهة الأبن «أ. ص» بما كشفت عنه التحريات، انهار سريعًا، واعترف بكل تفاصيل جريمته.
اعترافات صادمة:
في التحقيقات، قال القاتل: “هي اللي ضيعتني.. رفضت تبيع الأرض، كنت محتاج فلوس، خنقتها ودفنتها وقلت للناس ضاعت”
وتم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى، تمهيدًا لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد أسباب الوفاة.
ثم تشييع جثمان السيدة “ز. ع” وسط دموع أهالي العزبة، فيما سار المتهم مكبلاً بين رجال الشرطة، لمتابعة التحقيقات.