وزارة الأوقاف: احذر لسانك.. الغيبة والنميمة تسرق حسناتك

في زمنٍ كثرت فيه الضغائن والمشاحنات، وأصبح الحديث الجارح وسيلةً للترفيه أو كسب الاهتمام، تأتي رسالة وزارة الأوقاف المصرية لتُذكّرنا بقيمة الكلمة الطيبة وأثرها في بناء مجتمع متماسك تسوده المحبة والمودة.
“خلّي لسانك دايمًا طيب، وابعد عن الغيبة والنميمة، لأن الكلمة ممكن تهدّ قلوب وتضيّع حسنات”، هكذا بدأت الوزارة حملتها التوعوية بمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث يعد هذا الشهر فرصة ذهبية لتصفية القلوب والابتعاد عن كل ما يؤذي النفس والآخرين.
أثر الكلمة الطيبة في المجتمع
لا شك أن الكلمة الطيبة ليست مجرد لفظ يُقال، بل هي مفتاحٌ للخير، تُخفّف الأحزان، وتُداوي الجروح، وتبعث الأمل في النفوس. وقد أكد علماء النفس والاجتماع أن الشخص الذي يحرص على اختيار كلماته بعناية، يعيش حياة أكثر هدوءًا وسعادة، حيث يتجنب النزاعات والصراعات التي تنشأ بسبب الكلمات الجارحة أو القاسية.
وفي المقابل، فإن الغيبة والنميمة ليستا مجرد أفعال مذمومة أخلاقيًا، بل هما أيضًا من الكبائر التي تُضعف الروابط الاجتماعية وتنشر الفتن بين الناس. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، تأكيدًا على أهمية ضبط اللسان وكفّ الأذى عن الآخرين.
رمضان.. فرصة لمراجعة الذات
في شهر رمضان، تُغلق أبواب الشياطين، وتُفتح أبواب الرحمة، ويجد الإنسان نفسه أقرب إلى محاسبة ذاته والتفكر في تصرفاته. ولهذا، تشدد وزارة الأوقاف على ضرورة استغلال هذا الشهر في تهذيب النفس، والامتناع عن كل ما يُسيء إلى الآخرين، سواء بالكلمة أو الفعل.
إن ستر عيوب الناس، وكف الأذى عنهم، لا يجلب لصاحبه راحة الضمير فقط، بل هو طريقٌ لنيل البركة في الحياة، كما جاء في الحديث: “من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة”. فكما نحب أن تُستر عيوبنا، علينا أن نتخلق بنفس الخُلق مع الآخرين، حتى ننال رضا الله ورضا الناس.
دعوة إلى التغيير
ختامًا، تدعو وزارة الأوقاف المصرية الجميع إلى جعل هذا الشهر الفضيل نقطة انطلاق نحو تغيير حقيقي في أسلوب التعامل مع الآخرين، ليكون لساننا دائمًا نقيًا طيبًا، خاليًا من الغيبة والنميمة، ممتلئًا بالكلمات التي تُعزز الحب والتسامح.