في حوار لـ “اليوم”.. الدكتور علاء الغريزي يوضح أحكام خاصة بزكاة الفطر وشروطها
في حوار خاص.. الدكتور علاء الغريزي يتحدث عن زكاة الفطر وأهميتها

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تكثر التساؤلات حول مفهوم زكاة الفطر، ووقت إخراجها ؟ وحكمها؟ على من تجب ، وهل تجب على الطفل المولود والمريض الذي لم يصم رمضان، ووقت إخراجها، وما حكم تأخيرها بعد العيد هل تسقط؟، إضافةً إلى المسائل الفقهية الأخرى المتعلقة بها.
وفي هذا الصدد، وفي إطار الرد على هذه الأسئلةأجرى موقع «اليوم» حوارًا خاصًا مع الدكتور علاء فتحي الغريزي، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وأحد المتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية، لمناقشة الأحكام الشرعية المتعلقة بزكاة الفطر.
أولا ما هو مفهوم زكاة الفطر؟
زكاة الفطر، هي صدقة تجب بالفطر من رمضان تطهير للصائم مما يكون لحقه من لغو، أو رفث، أو كلام فاحش، وتوسعة على الفقراء والمحتاجين في يوم العيد ، فهي كسجدتي السهو للصلاة، تجبر نقصان الصوم، كما يجبر السجود نقصان الصلاة.
.ما هو حكمها؟
زكاة الفطر فرض على كل مسلم ومسلمة: لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:
” «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ …)
على من تجب زكاة الفطر؟
تجب زكاة الفطر على الحر المسلم المالك لما يزيد عن قوته وقوت عياله يومًا وليلة، وتجب عليه عن نفسه وعمن تلزمه نفقته، كزوجته، وأبنائه، وخدمه، إذا كانوا مسلمين.
ابن عمر قال: ” فَرَضَ رسول الله (ص) زَكاةَ الفِطْرِ على الصغير والكبير والْحُرِّ والعَبْدِ والذَّكَر والأُنثى مِمَّنْ تَمُونُون (أي ممن تنفقون عليه)
هل تجب على الطفل المولود حديثا؟
زكاة الفطر تجب على كل مسلم ومسلمة ، صغيرا كان أو كبيرا فإذا ولد الطفل قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان أخرجنا عنه زكاة الفطر؛ لأن وجوب هذه الزكاة يتعلق بالأبدان، وقد وجد.
ولخبر ابن عمر السابق: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ …)
هل تجب زكاة الفطر على المريض الذي لم يصم رمضان؟
جمهور العلماء على أن زكاة الفطر تجب على المسلم ولو كان مريضا لم يصم رمضان، ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة من العلماء، كالحسن البصري، وسعيد بن المسيب، قالوا: لا تجب إلا على من صام رمضان.
وقول الجمهور أقوى، لما يلي:
لعموم حديث ابن عمر :
«فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ …) ..
فقوله والصغير: يدل على أن زكاة الفطر تخرج على من لم يصم رمضان؛ لأن الصغير لا يصوم رمضان، ومع ذلك وجب على واده أن يخرج عنه.
ثانيا: أن الغالب في تشريع الزكوات هو النظر إلى مصلحة الفقير، ومصلحة الفقير تقضي بأن تخرج الزكاة عن المريض الذي لم يصم .
ما وقت إخراجها؟
اختلف الفقهاء في وقت إخراجها على أقوال:
فقيل: تخرج من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى ما قبل صلاة العيد، لقوله (ص) من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات
وقيل: يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، لخبر ابن عمر « كانوا يُعطُونَها قبل الفِطرِ بِيَومٍ أو يومينِ)
وقيل يجوز تعجيلها من أول رمضان، على قول الشافعية في المذهب، ومن وافقهم، من الفقهاء، وقد نصت دار الإفتاء على جواز ذلك
ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر إلى الآن، هل تسقط عنه، أم يجوز إخراجها في يوم العيد، أو بعده؟
شرعت زكاة الفطر؛ طهرة للصائم من اللغو والرفث الذي قد يقع من الصائم أثناء الصيام، أي جبرا للصيام، و طعمة للفقراء والمساكين؛ لخبر ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ: ”
فَرَضَ رَسُولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ..
مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ, وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ.
فالواجب على المسلم إخراج الزكاة قبل العيد، فإن أخرها إلى ما بعد صلاة العيد فالجمهور على أنها لا تسقط بالتأخير، ويجب عليه إخراجها.
فإن أخرها بعذر كالنسيان أو غيره فلا إثم عليه؛ لأنه معذور بالنسيان وتجزئه، ويجب عليه إخراجها متى تذكرها.
وإن أخرها بغير عذر يكون آثما، وتعد صدقة من الصدقات، وتصير دينا في ذمته حتى تؤدى ولو في آخر العمر؛ لأنها حق واجب للفقراء في ذمته، فلا يسقط عنه إلا بالأداء؛ ولأنَّ المقصودَ في زكاةِ الفِطرِ سدُّ الخَلَّة، وهو حاصِلٌ في كلِّ وقتٍ
أما حق الله في التأخير عن وقتها فلا يسقط إلا بالتوبة والاستغفار.
هل كان يمكن إخراج زكاة الفطر نقودًا في عهد النبي؟
الحديث الوارد بين كيفية إخراجها ولم ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجها بنفسه بهذه الأصناف، كما أن الصحابة والتابعين لم يتقيدوا بهذه الأصناف فقط، بل راعوا غالب قوت البلد.
هل أوضح النبي صلى الله عليه وسلم إن كانت القيمة أفضل؟
نعم، وقد أشار النبي إلى ضرورة إغناء المستحقين بقوله: “أغنوهم عن طواف هذا اليوم”، والإغناء اليوم يتحقق بالمال أكثر من الحبوب.
هل نحن أعلم بمصلحة الفقير من النبي؟
حاشا لله، ولكن مصلحة الفقير تختلف من زمان إلى آخر، وما يصلح له اليوم هو المال لأنه يمكنه شراء ما يحتاجه فورًا.
هل يمكن إخراج زكاة الفطر من غير القمح؟
نعم، حيث يكون غالب قوت البلد، سواء كان قمحًا أو أرزًا أو دقيقًا.
لماذا تم حساب زكاة الفطر بناءً على القمح؟
لأنها أقل قيمة لغالب قوت البلد وفقًا لما نص عليه الفقهاء، ومن أراد الزيادة فهو خير له.
هل هناك حديث يدل على أن النبي أخرج زكاة الفطر نقودًا؟
لم يرد حديث صريح بذلك، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أقر أخذ القيمة في الزكاة، كما في حديث معاذ رضي الله عنه عندما أخذ الملابس بدلًا من الحبوب.
هل إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يعتبر صدقة عادية؟
نعم، الأفضل تقديمها قبل صلاة العيد، لكن لا إثم على من أخرها لعذر.
كيف تم حساب زكاة الفطر بـ35 جنيهًا للفرد؟
سعر أردب القمح لعام 2025 يساوي 2000 جنيه، وزن الأردب 150 كيلو، سعر الكيلو 13.33 جنيه، وزن الصاع النبوي 2.04 كيلو، حساب الزكاة: 13.33 × 2.04 = 27.19 جنيهًا، وتم تقريبها إلى 35 جنيهًا للتيسير.
ملخص الأحكام
- الحد الأدنى للزكاة: 35 جنيهًا للفرد.
- يجوز إخراجها نقودًا أو حبوبا.
- حسابها تم على القمح لأنه أقل قيمة لغالب قوت البلد.
- يمكن إخراجها قبل العيد بوقت، لكن الأفضل قبل صلاة العيد.
- إخراجها مالًا أفضل للفقير اليوم ليشتري احتياجاته.
- إخراج القيمة أقرب إلى تحقيق مقصود الشرع في التوسعة على الفقراء وإغنائهم يوم العيد.
خاتمة
في ختام هذا الحوار، يتضح أن زكاة الفطر ليست مجرد واجب ديني، بل هي وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي وإغناء الفقراء يوم العيد. وقد بيّنت الإجابات المستندة إلى الأدلة الشرعية أن إخراجها نقدًا أو عينًا كلاهما جائز، مع مراعاة مصلحة الفقير في كل زمان ومكان.