حديث كن في الدنيا كأنك غريب.. دعوة للزهد قي شهوات الدنيا

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل” يحمل في طياته حكمة عظيمة تدعو الإنسان إلى التعامل مع الحياة بروح المسافر، الذي يدرك أن وجهته الحقيقية ليست الدنيا بل الآخرة.
وأوضح الدكتور الجندي خلال حلقة برنامج “أثر” المذاع على قناة “الناس” أن هذا الحديث النبوي ليس دعوة إلى الانعزال عن الحياة أو الزهد السلبي وإنما توجيهٌ راقٍ للإنسان ليعيش في الدنيا دون أن يتعلق بها تعلقًا يجعله أسيرًا لمتاعها الزائل.
روح المسافر.. كيف يفهم المسلم الحياة؟
وأشار الدكتور الجندي إلى أن المسافر لا يثقل نفسه بالأمتعة الزائدة ولا يتعلق بالمكان الذي يمر به وإنما يركز على وجهته النهائية، وهو ما يعكس طبيعة الإنسان المؤمن الذي يرى الدنيا محطة مؤقتة يسعى فيها للخير ويعمل بجد لكنه لا يجعلها غايته المطلقة.
وأوضح أن هذا الفهم يساعد الإنسان على تحقيق التوازن بين العمل للدنيا والاستعداد للآخرة، تمامًا كطالب علم يسافر لتحصيل المعرفة فلا ينشغل إلا بكل ما يعينه على تحقيق هدفه الأساسي.
العيش كغريب.. تحرر من القيود لا انعزال عن الحياة
نفى الدكتور الجندي أن يكون العيش كغريب دعوة إلى الحزن أو الابتعاد عن العلاقات الإنسانية بل هو تحرر للقلب من قيود التعلق الزائد بالدنيا.
وأكد أن هذا الفهم يعزز الطمأنينة، حيث يعمل الإنسان ويجتهد مع اليقين بأن الرزق بيد الله ويحب أهله وأصدقاءه مدركًا أن اللقاء الأبدي سيكون في الجنة.
وأضاف أن إدراك هذه الحقيقة يجعل الإنسان أكثر رضا وسعادة، لأنه يعلم أن كل ما يفقده في الدنيا ليس إلا جزءًا من اختبار الحياة وأن الجزاء الحقيقي ينتظره عند الله في الدار الآخرة.
رابط الحلقة الكاملةhttps://www.youtube.com/watch?v=Afxcm7NCKe8