أخبار

الأزهر يحتضن طلاب السودان في ملتقى ثقافي رمضاني

في إطار جهوده المستمرة لتعزيز التواصل الثقافي بين طلابه الوافدين، نظم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب ملتقى ثقافيًا خاصًا بطلاب السودان، تحت عنوان “ملتقى ثقافات الشعوب”، حيث شهد الحدث حضورًا واسعًا تجاوز 250 طالبًا سودانيًا في أجواء روحانية مميزة خلال شهر رمضان المبارك.

الملتقى، الذي عُقد تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبإشراف الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة المركز، جاء ليؤكد على الدور الرائد للأزهر في احتضان طلابه الوافدين، وتعزيز العلاقات بينهم، وتهيئة بيئة متكاملة تجمع بين التعليم، والثقافة، والتواصل الاجتماعي.

بيئة متكاملة لطلاب الوافدين

في كلمتها خلال الملتقى، أكدت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي أن الأزهر الشريف لا يقتصر على تقديم العلوم الشرعية فقط، بل يسعى إلى خلق بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين الدراسة الأكاديمية والأنشطة الثقافية والاجتماعية، التي تعزز قيم التسامح والتواصل الإنساني.

وأشارت إلى أن هذه الفعاليات تسهم في دمج الطلاب داخل المجتمع الأزهري، وتوفر لهم فرصة لاكتشاف ثقافات متنوعة، مما يساعدهم في بناء شخصياتهم العلمية والدعوية.

كما شددت مستشارة شيخ الأزهر على أن رعاية الأزهر لطلابه الوافدين مستمرة، وأنه يحرص على تقديم كل سبل الدعم لهم ليكونوا خير سفراء لرسالة الأزهر عند عودتهم إلى أوطانهم.

نماذج ملهمة لعلماء سودانيين في الأزهر

ضمن فعاليات الملتقى، ألقى الدكتور حسن إبراهيم يحيى، أمين مساعد اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، ندوة حوارية تناولت قصص نجاح ملهمة لطلاب سودانيين اجتهدوا في طلب العلم بالأزهر حتى أصبحوا من كبار علمائه، ومنهم الشيخ محمد نور الحسن، الذي تولى منصب وكيل الأزهر الشريف.

استعرض الدكتور حسن خلال الندوة رحلة هؤلاء العلماء في طلب العلم، والتحديات التي واجهوها، وكيف استطاعوا التغلب عليها بإرادة قوية وسعي دؤوب، مشيرًا إلى أن هذه النماذج تشكل قدوة للأجيال الجديدة من الطلاب السودانيين، وتدفعهم إلى التمسك بالطموح والسعي لتحقيق التميز العلمي والدعوي.

ولاقت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، حيث أكد العديد من الطلاب أن القصص التي استمعوا إليها منحتهم دافعًا قويًا للاستمرار في طلب العلم والتفوق في دراستهم بالأزهر.

تجربة فريدة مع “مدفع الإفطار الرمضاني”

وفي إطار تعزيز الأجواء الرمضانية وإحياء التقاليد العريقة، أُتيحت للطلاب السودانيين فرصة التعرف عن قرب على “مدفع الإفطار الرمضاني”، الذي يعود تاريخه إلى العصر المملوكي، وأصبح جزءًا من الطقوس الرمضانية في مصر.

استمع الطلاب إلى شرح مفصل عن دور المدفع في الماضي كوسيلة أساسية لإعلان موعد الإفطار قبل انتشار وسائل الإعلام الحديثة، وكيف لا يزال يحتفظ بمكانته كرمز للأجواء الرمضانية المصرية.

وقد أبدى الطلاب السودانيون إعجابهم بهذه التجربة الفريدة، حيث عقدوا مقارنات بين التقاليد الرمضانية في مصر وتلك التي اعتادوا عليها في السودان، مما أسهم في إثراء التبادل الثقافي بينهم، وتعزيز روح الانتماء والتواصل بين الطلاب الوافدين.

إفطار جماعي يعزز الألفة والتواصل

اختُتمت الفعاليات بإفطار جماعي ضم الطلاب من مختلف المناطق السودانية، حيث اجتمعوا حول مائدة تجمع بين الأكلات المصرية والتقليدية السودانية، في أجواء اتسمت بروح المودة والتآخي.

وخلال الإفطار، تبادل الطلاب الأحاديث حول تجاربهم الدراسية والمعيشية في الأزهر، وشاركوا ذكرياتهم عن رمضان في السودان، مما جعلهم يشعرون وكأنهم في وطنهم الثاني. وأكد العديد منهم أن هذا الملتقى ساهم في توثيق علاقاتهم بزملائهم، وأتاح لهم فرصة التعرف على ثقافات متنوعة، واستلهام أفكار جديدة تساعدهم على التغلب على تحديات الغربة.

استمرار فعاليات “ملتقى ثقافات الشعوب”

ويواصل مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب تنظيم فعاليات “ملتقى ثقافات الشعوب” خلال الأيام المقبلة، ضمن رؤية الأزهر الشريف الهادفة إلى تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الطلاب الوافدين، وتمكينهم علميًا وثقافيًا، وإعدادهم ليكونوا سفراء ينقلون رسالة الأزهر إلى مختلف أنحاء العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights