تقارير-و-تحقيقات

“سموم إلكترونية”: فيتامينات “مغشوشة” تغزو السوشيال ميديا..وخبراء يحذرون من “كارثة صحية”

كتبت – هند العربي

في تطور خطير يهدد صحة المصريين، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى سوق سوداء لبيع الفيتامينات والمكملات الغذائية “المزيفة” و”المجهولة المصدر”، مستغلةً ثقة المستهلكين بادعاءات كاذبة حول استيرادها أو حصولها على ترخيص من وزارة الصحة، هذه التجارة الإلكترونية غير المشروعة، التي تتجاهل القوانين الصارمة التي تجرم بيع الأدوية عبر الإنترنت، تعرض حياة المواطنين للخطر وتثير تساؤلات حول غياب الرقابة الفعالة.
جولة استقصائية تكشف المستور: أسعار مرتفعة وادعاءات زائفة بالجودة والترخيص.
رغم التجريم القانوني الواضح، تزدهر على صفحات “فيسبوك” وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي إعلانات تروج لفيتامينات ومكملات غذائية متنوعة، بعضها يُقدم على أنه مستورد من الخارج، بينما يدعي آخرون حصولهم على ترخيص من وزارة الصحة.
من بين المنتجات الرائجة المعروضة، فيتامينات مثل Perfectil للعناية بالشعر والجلد والأظافر، و Omega-3 لتعزيز صحة القلب، و Centrum كمكمل غذائي عام، بالإضافة إلى Vitamin-D-3 والكولاجين الأمريكي، وصولاً إلى فيتامينات الأطفال مثل MiraKids Pervida، الذي يُباع مدعياً أنه “آمن جداً” و”مرخص من وزارة الصحة”، ويقدم بعروض مغرية لجذب الأهالي.

أسعار خيالية و”بلد منشأ” غير موثوق

وقد تواصلت “محررة اليوم” مع بعض هذه الصفحات متنكراً في هيئة مشترٍ، حيث تبين أن أسعار هذه المنتجات تتجاوز مثيلاتها المعروفة في الصيدليات. فعلى سبيل المثال، عُرضت عبوة Centrum Silver بـ 1450 و 2100 جنيه مصري، بينما قُدم فيتامين Perfectil المستورد بسعر 550 و 960 جنيه، والكولاجين الأمريكي بأسعار تصل إلى 1450 جنيه للعبوة الكبيرة.

“طعم” مغر وترخيص مشبوه

الأكثر خطورة هو الترويج لفيتامينات الأطفال، حيث ادعت إحدى الصفحات حصول منتج MiraKids Pervia على ترخيص من “الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية بالمعهد القومي للتغذية”. وفي حال صحة هذا الادعاء، يثير الأمر تساؤلات حول كيفية ترخيص منتج غذائي وبيعه عبر الإنترنت وليس من خلال القنوات الصيدلانية المعتمدة.

“بضاعة مجهولة ومغشوشة تهدد الصحة”

في تعليقه على هذه الظاهرة، أكد الدكتور علي عوف، رئيس غرفة صناعة الدواء، أن البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي “طريقة غير رسمية لبيع أصناف مجهولة المصدر ومغشوشة بأسعار مبالغ فيها”، محذراً من أن هذه المنتجات قد تؤدي إلى “التأثير على الكلى والكبد والقلب والعين والشعر والجلد”.
وأشار إلى أن هيئة الدواء ووزارة الداخلية وجهاز حماية المستهلك يراقبون هذه الإعلانات ويقومون بحملات ضدها، مطالباً بحملة توعية مكثفة للمواطنين.
“الحق في الدواء”:

“بيع الأدوية عبر السوشيال ميديا جريمة.. و99% منها مُعاد تدويرها”

من جانبه، شدد الدكتور كريم كرم، مسئول ملف الأدوية بالمركز المصري للحق في الدواء، على أن قانون الصيادلة وقانون الأدوية الطبية “يجرمان بيع الدواء والدعاية للأدوية غير المصرح بها على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وكشف أن “99% من الأدوية التي تباع عبر السوشيال ميديا هي إما مُعاد تصنيعها أو مجهولة المصدر وغير مرخصة”، مشيراً إلى أن الصيدليات هي المكان الوحيد المصرح له ببيع الأدوية والخاضع للرقابة. ودعا إلى زيادة وعي المواطنين وتحرير محاضر وتوقيع عقوبات رادعة على المخالفين.

“الفيتامينات المغشوشة خطر داهم”

بدوره، حذر الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، من أن “الفيتامينات المزيفة” قد تحتوي على “مواد ضارة أو تفتقر إلى المكونات الفعالة أو تم تخزينها بطريقة خاطئة”، مؤكداً أن هذا “التضليل” قد تكون له “أضرار صحية خطيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بفيتامينات الأطفال”.
وأوضح أن الترخيص من هيئة سلامة الغذاء لا يغني عن ضرورة بيع الفيتامينات تحت إشراف طبي ومن خلال الصيدليات المرخصة، مطالباً بسن قوانين تنظم عمل الصيدليات الإلكترونية وتشديد الرقابة من قبل وزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى