
تشهد المنطقة الشرق أوسطية توترات متزايدة بين إيران والولايات المتحدة، حيث يسود القلق الدولي حيال تقدم إيران في برنامجها النووي وتحديات هذا البرنامج للسلام الإقليمي.
وفي هذا السياق، تتبادل الأطراف تهديدات عسكرية، بينما تسعى إيران لضمان استكمال برنامجها النووي في سرية تامة. اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري والمدير السابق للشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، يقدم رؤية تحليلية حول الأبعاد العسكرية والسياسية لهذا التصعيد، في تصريحات خاصة لـ”اليوم”.
إيران تقترب من امتلاك القدرة النووية
بحسب تصريحات اللواء فرج، فإن إيران قد أصبحت على مقربة من امتلاك القدرة النووية، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير للقوى الغربية.
وأوضح لـ”اليوم”، أن إيران تعمل بكامل طاقتها لتطوير برنامجها النووي في سرية تامة، مشيرًا إلى أن طهران قد تجاوزت بالفعل مستويات تخصيب اليورانيوم التي تتجاوز الحدود المتفق عليها دوليًا.
ويعتبر هذا التقدم خطوة هامة نحو تطوير سلاح نووي، مما يعزز المخاوف من أن إيران قد تكون في الطريق للحصول على قنبلة نووية في المستقبل القريب.
التهديدات العسكرية الأمريكية
التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة تثير تساؤلات حول نوايا واشنطن تجاه إيران؛ اللواء فرج لفت إلى أن نشر قاذفات “B2” الأمريكية في جزيرة دييغو غارسيا يعد بمثابة تهديد مباشر لطهران.
ومع ذلك، أضاف أن الولايات المتحدة لا ترغب في خوض حرب مباشرة ضد إيران، نظرًا للمخاطر البيئية والاقتصادية الكبيرة التي قد تنتج عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية، خاصةً التلوث الإشعاعي الناتج عن تدمير المفاعلات النووية.
لكن التحركات العسكرية الأمريكية تأتي في سياق استراتيجية تهدف إلى ممارسة ضغوط على إيران للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي دون الحاجة إلى التدخل العسكري المباشر.
إسرائيل ودورها في التصعيد العسكري
ورغم تردد الولايات المتحدة في اللجوء إلى الخيار العسكري، إلا أن إسرائيل تواصل الضغط من أجل توجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
اللواء فرج أكد أن إسرائيل تعتبر أن وجود إيران كقوة نووية يمثل تهديدًا وجوديًا لها، وبالتالي فإنها قد تدفع نحو اتخاذ خطوات أكثر تطرفًا لضمان تفكيك برنامج إيران النووي.
وبينما ترى الولايات المتحدة أن التدخل العسكري سيكلفها الكثير، فإن إسرائيل قد تكون أكثر استعدادًا لتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران في حال لم تنجح المفاوضات الدبلوماسية.
المصالح الروسية
فيما يتعلق بالموقف الروسي، أشار اللواء فرج إلى أن روسيا تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة، ومنها البحث عن تسوية في الملف الأوكراني.
ورغم دعم روسيا لإيران في بعض الجوانب، فإن تحركاتها الأخيرة تشير إلى أنها قد لا ترغب في تعميق علاقتها مع طهران في ما يتعلق بتطوير برنامجها النووي.
فرغم دعم روسيا التقليدي لإيران، فإن التقارب الروسي مع الولايات المتحدة قد يغير ديناميكيات هذا التحالف، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على إيران.
إيران والخيارات المستقبلية
ويرى اللواء فرج أن إيران، رغم استفادتها من التهديدات العسكرية، تسعى جاهدًا لتجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وأوضح أن إيران قد تكون مستعدة لتقديم بعض التنازلات الدبلوماسية، ولكنها في الوقت نفسه عازمة على استكمال برنامجها النووي بشكل سري.
ومن ناحية أخرى، تعتبر إيران أن وجودها العسكري في مناطق استراتيجية مثل مضيقين هرمز وباب المندب يعطيها القدرة على التأثير في التجارة العالمية وفرض مزيد من الضغط على المجتمع الدولي.
حلقة (1):: أمريكا وإيران على حافة مواجهة.. وحذر من الصين وروسيا