موقع اليوم.. الحلقة “6” من برنامج “أيامًا معدودات” مراتب الصيام مع الدكتور علاء الغريزي

نقدم لكم من خلال موقع” اليوم’ الحلقة السابعة من برنامج “أيامًا معدودات” مع الدكتور علاء الغريزي، حيث نقدم لكم اليوم تفاصيل موضوع مهم حول مراتب الصيام.
سنستعرض معًا الفرق بين صوم العوام، وصوم الخواص، وصوم خواص الخواص، كما سنوضح كيف يمكن تحقيق أعلى درجات الصيام من خلال ضبط الجوارح وتصفية القلب. تابعونا في هذا التقرير لمعرفة المزيد عن حقيقة الصيام وأسراره العميقة.
مراتب الصيام في الاسلام
صوم العوام – صوم الخواص – صوم خواص الخواص الصيام ععبادة عظيمة تتفاوت مراتبها، فليس كل صيامٍ يبلغ درجة القبول التام، بل تختلف درجاته باختلاف حال الصائمين. ولقد قسم الإمام أبو حامد الغزالي الصيام إلى ثلاث مراتب:
- صوم العوام
- صوم الخواص
- صوم خواص الخواص
المرتبة الأولى: صوم العوام
وهو الامتناع عن الأكل والشرب والشهوة، ولكنه لا يشمل ضبط الجوارح، فقد يطلق صاحبه لسانه في الغيبة والنميمة، وعينيه في النظر المحرم، وأذنيه في سماع ما لا يرضي الله.
وقد حذر النبي ﷺ من هذا النوع من الصيام، فقال:
“مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ” (البخاري).
المرتبة الثانية: صوم الخواص
وهو كف الجوارح عن المحرمات، فلا يقتصر الصائم على ترك الطعام والشراب، بل يحفظ:
- عينه عن النظر إلى المحرمات.
- لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة.
- أذنه عن سماع الباطل.
- يده عن الظلم والبطش.
- رجله عن السعي إلى المعاصي.
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
“إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء”.
المرتبة الثالثة: صوم خواص الخواص
وهو صوم القلب عن كل ما يشغله عن الله، فلا يفكر الصائم إلا في الله، ولا يحمل قلبه أي همٍّ دنيوي، بل يكون خالصًا لله عز وجل.
وهذه المرتبة لا يصل إليها إلا الموفقون الذين جمعوا قلوبهم على الله، وتركوا الدنيا وراءهم.
يقول ابن رجب رحمه الله:
“الطبقة الثانية من الصائمين: من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا”.
إتمام الصيام وكماله
لكي يكون الصيام كاملًا ومقبولًا، لا بد من مراعاة أمور أساسية، منها:
- غض البصر:
قال تعالى:“قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ” (النور: 30).
وقال النبي ﷺ:
“اصرف بصرك” (رواه مسلم). - حفظ اللسان:
قال النبي ﷺ:“ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث”.
وقال محمد بن واسع رحمه الله:
“حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم”.
- حفظ السمع:
فكل ما حُرِّم قوله، حُرِّم سماعه. قال تعالى:“سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ” (المائدة: 42).
- كف اليد والرجل عن المحرمات:
فلا معنى للصيام إن كان الامتناع عن الطعام والشراب نهارًا، ثم الإفطار على الحرام مساءً.
الخاتمة
الصيام ليس مجرد جوع وعطش، بل هو تربية للنفس، وتهذيب للجوارح، وتقرب إلى الله.
فلنسعَ جميعًا لتحقيق أعلى مراتب الصيام، ونسأل الله أن يجعلنا من المقبولين.
اللهم تقبل منا صيامنا، واغفر لنا ذنوبنا، وأعنا على طاعتك، واجعلنا من عبادك المخلصين.
والحمد لله رب العالمين.